لم تتعرض جماعة الإخوان المسلمين للانقسام كما تعيشه الآن، ولم تفقد الملاذات التي تأويها حتى في أوج صراعها مع مصر في الخمسينيات والستينيات كما هي عليه الآن.

بحثت الجماعة والمتأسلمون العرب عن أوطان غير عربية، ورموز سياسية خارج الوطن العربي، علها تجد قواعد تقيم عليها امبراطوريتها المالية والسياسية، وقد وجدتها، لكنها سرعان ما تتلاشى.

بعد أن أخرجهم السادات من السجون تآمروا عليه فذهبوا إلى الخميني في 79م تزلفًا لزعامته، حتى انفجرت الحرب العراقية الإيرانية، واغتالوا السادات، ثم دخلوا في حرب إرهابية ضد مصر مدعومين بالجهاديين القادمون من أفغانستان وخسروها.

مجدوا مهاتير محمد وطاروا به إلى عنان السماء، وجعلوه أيقونتهم، ولم يستفيدوا منه إلا السماح لهم بالاستثمار والإقامة، لأن ماليزيا ليس لديها ما تقدمه لهم أكثر من ذلك.

حتى جاء دور السلطان العثماني أردوغان ليجعلوه مشروع خليفة لهم، وهنا استحضروا كل التاريخ المزوّر الذي كتبه بني عثمان عن سلاطينهم (أسموهم خلفاء)، وأخفوا جرائمهم الاستعمارية في الوطن العربي الذي غزوه بحثًا عن نفوذ وخراج.

فأصبح السلطان أردوغان المهدي المنتظر للإخوان، وأسقطوا عليه من الألقاب والمديح ما جعلنا نعتقد أنه المنقذ، فإذا هو كتاجر البندقية يرمي كل الشعارات وراء ظهره ويبحث عن المال، سواء من مليارات دعم اللاجئين، أو يذهب بالفجور في الخصومة مع الكل من أجل الكل، وعندما يتحقق له ما يريد من المال يقلب وجهته.

اليوم قلب السلطان ظهر المجن للإخوان وبقية المتأسلمين وتخلى عنهم بعدما استنزفهم إعلاميًا وسياسيًا ومخابراتيًا وماليًا وقال لهم "سعي مشكور، لم نعد بحاجتكم".

فهل تصبح بؤرهم في مأرب والمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت ملاذهم الأخير؟

نحن لا نشمت فيهم ولكننا نقول لهم ابحثوا عن أنفسكم في أهلكم لا في الشعوبيين.