أثبتت التجربة العملية خلال سنوات الشراكة المؤقتة وتحالف الضرورة المؤقت مع (الشرعية) ومنذ عام 2015م، بأنها لم تكن صادقة في تحالفها مع الجنوبيين، ولم تكن جادة في محاربة الانقلابيين في صنعاء، وأرادت فقط أن يكون الجنوب وتضحياته ورقة ضغط، لإرغام سلطة (الانقلاب) للقبول بالتسوية المناسبة معها، وقد انعكس ذلك في كل سياساتها ومواقفها وإجراءاتها، المتعلقة بأوضاع الجنوب، مما رسخ لدى الجنوبيين وعلى نحو يقيني راسخ، بأن حرب الخدمات البشعة و اللا إنسانية واللا أخلاقية، واللا وطنية، وفي مقدمتها خدمة الكهرباء وقطع المرتبات وغيرها، إنما يندرج كل ذلك ضمن تلك السياسية المعادية أصلا للجنوب، وهي السياسة التي تتناقض مع طبيعة التحالفات التي فرضتها الظروف وأفرزتها الحرب، وأملتها قواعد التحالف والشراكة مع التحالف العربي.
إن محاولة استغفال الجنوبيين وممارسة كل وسائل المكر والخداع معهم، والتنكر لدورهم ولمشروعية قضيتهم الوطنية العادلة، وبطرق خبيثة ومبررات مفضوحة، بل والتهرب كذلك من عدم الالتزام بالاتفاقات والتفاهمات، التي وقعت معها وبرعاية التحالف العربي، وأبرزها اتفاق الرياض الشهير، وما تلاه من تفاهمات كذلك، وصولا إلى مشاورات الرياض، التي عقدت برعاية الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، إنما يعكس كل ذلك وعلى نحو بين لا لبس فيه، بأن هناك من يمارس مع الجنوب كل أشكال الخداع والتضليل، ليس فقط من قوى وأطراف (الشرعية) بل ومع الأسف الشديد من قبل التحالف، الذي تقوده السعودية وتتحكم بقرارته، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الأكبر في كل ذلك، وكما هو معروف للجميع بأن التحالف يرعى ويقف خلف هذه (الشرعية) وهي تمضي مطيعة خلفه دون تردد، ومع ذلك لم يتم الضغط عليها ولو بحدوده الدنيا، وعلى الأقل لحفظ ماء وجه التحالف، ناهيك عن إجبارها على تنفيذ ما كان قد اتفق عليه وبرعايته، وهي مسؤولية تقع عليه دون سواه.