> «الأيام» العرب:
مع دخول الحرب في غزة أسبوعها الثاني، وفي ظل قرار إسرائيل والولايات المتحدة بإطالة أمد الحرب، تتجه الأنظار إلى قطر التي تستضيف قادة بارزين من حركة حماس على رأسهم رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة إسماعيل هنية، في ظل توقعات بأن تضغط واشنطن على الدوحة للتخلي عن هؤلاء القادة حتى لا تثير غضب إدارة الرئيس جو بايدن.
ورغم أن وجود حماس بصفة رسمية في الدوحة كان بطلب أميركي إلا أن الوضع تغير بشكل جذري، فواشنطن التي كانت في السابق تضع في اعتبارها فتح قنوات تواصل مع حماس باتت الآن تدعم رغبة إسرائيل في الانتقام من الحركة واستهداف كبار قادتها، ولا يمكن أن تقبل أن يظلوا في الدوحة ليطلقوا من هناك تصريحات التهديد والوعيد.
وأظهرت الأيام الماضية من الحرب أن إسماعيل هنية لم يكن بمنأى عمّا تم التخطيط له في غزة بالهجوم الواسع الذي قادته حماس وأفضى إلى مقتل المئات وأسر العشرات من الإسرائيليين، وأن وجوده في قطر لم يمنعه من التنسيق مع قيادة الداخل في غزة بشأن الهجوم والترويج له سياسيا بعد ذلك، وهو أمر لا تحتج عليه الدوحة.
وسمح الوجود في قطر لرئيس حماس بالتواصل مع سفراء ومبعوثين من بينهم الصينيون والروس والسعي لكسب التعاطف والدعم، في وقت تسعى فيه إسرائيل لتحشيد الغرب حول روايتها لما يجري من تصعيد.
ويعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن إسرائيل لن تسمح باستمرار قادة حماس في استهدافها من الدوحة، خاصة من خلال ظهورهم المستمر على قناة الجزيرة التي تتهمها إسرائيل بالانحياز لحماس وقد تلجأ إلى منعها من التغطية.
ويقول الخبير في شؤون الخليج في"كينجز كولدج" أندرياس كريج إن الحرب بين حماس وإسرائيل التي اندلعت منذ أكثر من 12 يومًا قد تدفع الدوحة إلى التراجع في علاقتها مع الحركة تحت ضغط أميركي، ويضيف "أعتقد أن هناك إدراكًا بأنه لا بدّ من تقديم شيء ما في ما يتعلق بهذه العلاقة، نظرًا إلى ما تطلبه الإدارة الأميركية".
وفي الكواليس تقود قطر جهودًا دبلوماسية مكثّفة وقد انخرطت في مفاوضات حول تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس لأنّ لديها قنوات مفتوحة مع الفصيل الفلسطيني المسلّح، وفرضت واشنطن الأربعاء عقوبات على عشرة أعضاء في حماس ومقدّمي تسهيلات مالية للحركة، موجودين في غزة والسودان وتركيا والجزائر وقطر، وبينهم قيادي رفيع يُدعى محمد أحمد عبدالدايم نصرالله ومقيم في قطر.
وقال مسؤول قطري، اشترط عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس إن المكتب السياسي لحماس "افتُتح في قطر عام 2012 بالتنسيق مع حكومة الولايات المتحدة، بناء على طلب أميركي لفتح قناة تواصل" مع الحركة، وأضاف المسؤول "تم استخدام المكتب السياسي لحماس بشكل متكرر في جهود الوساطة الرئيسية المنسقة مع إدارات أميركية متعددة لإرساء الاستقرار" في غزة وإسرائيل.
رغم ذلك، لا تقيم قطر علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، ولم تطبّع علاقاتها مع الدولة العبرية كما فعلت دول عربية أخرى منذ العام 2020. واتّبعت قطر النهج نفسه مع حركة طالبان الأفغانية، عندما دعتها لفتح مكتب سياسي لها في الدوحة عام 2013، بمباركة الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما. وهذا ما سمح بترتيب محادثات بين واشنطن وطالبان قبيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021.
لكن خلال زيارته إلى قطر الأسبوع الماضي حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدولة الخليجية من علاقاتها الوثيقة مع حماس التي تستضيف مكتبا لها في الدوحة.
وقال بلينكن "لا يمكن أن تستمر الأمور كالمعتاد مع حماس"، إلا أنّ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن عبدالرحمن آل ثاني دافع عن مكتب الحركة، مشيرًا إلى أنه يُستخدم لغرض "التواصل وإرساء السلام والهدوء في المنطقة".
وعلى مدى سنوات قدّمت قطر الدعم المالي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وتحاصره إسرائيل منذ 2007، وأكد مسؤولون في الدوحة أن ذلك يحصل "بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والأمم المتحدة والولايات المتحدة".
لكن المحلل كريج يرى أنه سيتوجب على قطر "أن ترسي نوعا من الانفصال بينها وبين هنية"، واعتبر أن الدوحة قد تستمر في استضافة مكتب حماس لكنها تحتاج إلى تحديد "مسافة ما بين قيادة حماس وصناع القرار القطريين".
وترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط سنام وكيل أن قطر ستقرر "بشكل واضح الأولوية" في علاقاتها، معتبرة أن علاقات القطريين مع واشنطن و"استثمارهم في هذه الروابط الثنائية سيتفوّقان على أيّ علاقات أخرى في المنطقة"، وتضيف "بالنسبة إلى واشنطن، من المفيد أيضًا التفكير بأنّ أحد شركائها قادر على التواصل عبر القنوات الخلفية".
وتوقّعت وكيل، وهي نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في معهد "تشاتام هاوس" للأبحاث ومقرّه لندن، أن تقوم قطر "ببعض الخطوات" لإعادة تقييم علاقتها بحماس "وبمرور الوقت ستنأى بنفسها عن الحركة".
لكنّها تشير إلى أن "الأمر سيتطلب، وأعتقد أن هذه نقطة أساسية، أن تكون لدى المجتمع الدولي والولايات المتحدة خطة لمعالجة مسألة تقرير الفلسطينيين مصيرهم". ويوضح كريج أن المكتب السياسي لحماس في قطر أُنشئ في أعقاب انتفاضات الربيع العربي عام 2011 وسط مخاوف أميركية من احتمال أن تقيم الحركة قواعد في إيران أو لبنان.
ويرى أن من شأن طرد قادة حماس من الدوحة أن يخلق وضعًا مماثلًا ستفقد خلاله الدول الغربية "الرقابة والسيطرة عليهم"، ويتابع أن "لقطر نفوذًا كبيرًا"، في إشارة إلى دور الوساطة الذي لعبته في اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران الشهر الماضي.
وتساند إيران العديد من الفصائل الفلسطينية في غزة في مواجهة إسرائيل التي سبق لها أن اتهمت طهران بتهريب أسلحة إلى القطاع. ويقول كريغ إن الولايات المتحدة “تحرص على أن يكون القطريون قادرين على التحدث مع الإيرانيين وتوضيح الخيارات العملية المختلفة والتأكد من عدم تفجّر الوضع بشكل كامل" في المنطقة.
ورغم أن وجود حماس بصفة رسمية في الدوحة كان بطلب أميركي إلا أن الوضع تغير بشكل جذري، فواشنطن التي كانت في السابق تضع في اعتبارها فتح قنوات تواصل مع حماس باتت الآن تدعم رغبة إسرائيل في الانتقام من الحركة واستهداف كبار قادتها، ولا يمكن أن تقبل أن يظلوا في الدوحة ليطلقوا من هناك تصريحات التهديد والوعيد.
وأظهرت الأيام الماضية من الحرب أن إسماعيل هنية لم يكن بمنأى عمّا تم التخطيط له في غزة بالهجوم الواسع الذي قادته حماس وأفضى إلى مقتل المئات وأسر العشرات من الإسرائيليين، وأن وجوده في قطر لم يمنعه من التنسيق مع قيادة الداخل في غزة بشأن الهجوم والترويج له سياسيا بعد ذلك، وهو أمر لا تحتج عليه الدوحة.
وسمح الوجود في قطر لرئيس حماس بالتواصل مع سفراء ومبعوثين من بينهم الصينيون والروس والسعي لكسب التعاطف والدعم، في وقت تسعى فيه إسرائيل لتحشيد الغرب حول روايتها لما يجري من تصعيد.
ويعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن إسرائيل لن تسمح باستمرار قادة حماس في استهدافها من الدوحة، خاصة من خلال ظهورهم المستمر على قناة الجزيرة التي تتهمها إسرائيل بالانحياز لحماس وقد تلجأ إلى منعها من التغطية.
ويقول الخبير في شؤون الخليج في"كينجز كولدج" أندرياس كريج إن الحرب بين حماس وإسرائيل التي اندلعت منذ أكثر من 12 يومًا قد تدفع الدوحة إلى التراجع في علاقتها مع الحركة تحت ضغط أميركي، ويضيف "أعتقد أن هناك إدراكًا بأنه لا بدّ من تقديم شيء ما في ما يتعلق بهذه العلاقة، نظرًا إلى ما تطلبه الإدارة الأميركية".
وفي الكواليس تقود قطر جهودًا دبلوماسية مكثّفة وقد انخرطت في مفاوضات حول تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس لأنّ لديها قنوات مفتوحة مع الفصيل الفلسطيني المسلّح، وفرضت واشنطن الأربعاء عقوبات على عشرة أعضاء في حماس ومقدّمي تسهيلات مالية للحركة، موجودين في غزة والسودان وتركيا والجزائر وقطر، وبينهم قيادي رفيع يُدعى محمد أحمد عبدالدايم نصرالله ومقيم في قطر.
وقال مسؤول قطري، اشترط عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس إن المكتب السياسي لحماس "افتُتح في قطر عام 2012 بالتنسيق مع حكومة الولايات المتحدة، بناء على طلب أميركي لفتح قناة تواصل" مع الحركة، وأضاف المسؤول "تم استخدام المكتب السياسي لحماس بشكل متكرر في جهود الوساطة الرئيسية المنسقة مع إدارات أميركية متعددة لإرساء الاستقرار" في غزة وإسرائيل.
رغم ذلك، لا تقيم قطر علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، ولم تطبّع علاقاتها مع الدولة العبرية كما فعلت دول عربية أخرى منذ العام 2020. واتّبعت قطر النهج نفسه مع حركة طالبان الأفغانية، عندما دعتها لفتح مكتب سياسي لها في الدوحة عام 2013، بمباركة الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما. وهذا ما سمح بترتيب محادثات بين واشنطن وطالبان قبيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021.
لكن خلال زيارته إلى قطر الأسبوع الماضي حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدولة الخليجية من علاقاتها الوثيقة مع حماس التي تستضيف مكتبا لها في الدوحة.
وقال بلينكن "لا يمكن أن تستمر الأمور كالمعتاد مع حماس"، إلا أنّ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن عبدالرحمن آل ثاني دافع عن مكتب الحركة، مشيرًا إلى أنه يُستخدم لغرض "التواصل وإرساء السلام والهدوء في المنطقة".
وعلى مدى سنوات قدّمت قطر الدعم المالي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وتحاصره إسرائيل منذ 2007، وأكد مسؤولون في الدوحة أن ذلك يحصل "بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والأمم المتحدة والولايات المتحدة".
لكن المحلل كريج يرى أنه سيتوجب على قطر "أن ترسي نوعا من الانفصال بينها وبين هنية"، واعتبر أن الدوحة قد تستمر في استضافة مكتب حماس لكنها تحتاج إلى تحديد "مسافة ما بين قيادة حماس وصناع القرار القطريين".
وترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط سنام وكيل أن قطر ستقرر "بشكل واضح الأولوية" في علاقاتها، معتبرة أن علاقات القطريين مع واشنطن و"استثمارهم في هذه الروابط الثنائية سيتفوّقان على أيّ علاقات أخرى في المنطقة"، وتضيف "بالنسبة إلى واشنطن، من المفيد أيضًا التفكير بأنّ أحد شركائها قادر على التواصل عبر القنوات الخلفية".
وتوقّعت وكيل، وهي نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في معهد "تشاتام هاوس" للأبحاث ومقرّه لندن، أن تقوم قطر "ببعض الخطوات" لإعادة تقييم علاقتها بحماس "وبمرور الوقت ستنأى بنفسها عن الحركة".
لكنّها تشير إلى أن "الأمر سيتطلب، وأعتقد أن هذه نقطة أساسية، أن تكون لدى المجتمع الدولي والولايات المتحدة خطة لمعالجة مسألة تقرير الفلسطينيين مصيرهم". ويوضح كريج أن المكتب السياسي لحماس في قطر أُنشئ في أعقاب انتفاضات الربيع العربي عام 2011 وسط مخاوف أميركية من احتمال أن تقيم الحركة قواعد في إيران أو لبنان.
ويرى أن من شأن طرد قادة حماس من الدوحة أن يخلق وضعًا مماثلًا ستفقد خلاله الدول الغربية "الرقابة والسيطرة عليهم"، ويتابع أن "لقطر نفوذًا كبيرًا"، في إشارة إلى دور الوساطة الذي لعبته في اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران الشهر الماضي.
وتساند إيران العديد من الفصائل الفلسطينية في غزة في مواجهة إسرائيل التي سبق لها أن اتهمت طهران بتهريب أسلحة إلى القطاع. ويقول كريغ إن الولايات المتحدة “تحرص على أن يكون القطريون قادرين على التحدث مع الإيرانيين وتوضيح الخيارات العملية المختلفة والتأكد من عدم تفجّر الوضع بشكل كامل" في المنطقة.