لقد صار واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار أن ما يعانيه الناس في عدن وبقية مناطق الجنوب من مآسٍ وويلات وجوع ومرض وموت، سببه الإدارة الجاهلة التي تم تمكينها من القيادة لإدارة مؤسسات الدولة في عدن وبقية مناطق الجنوب، ناهيك عن تفشي الفساد المالي والإداري والأخلاقي، الذي صار سمة بارزة لكل مكونات العمل الإداري والمالي في القطاعين المدني والعسكري، بالإضافه إلى التآمر الواضح الذي رافق كل عمليات التجميل المغشوش لكل الهياكل الظاهرة في الصورة، بحيث اتسمت جميعها بنموذج وشكل ديكوري مقزز، لم يتمكن حتى من جعل الصورة مقنعة لمن يشاهدها حتى من الخارج، ما بالكم للذين يعيشونها بل ويكتوون بنارها في الداخل.

إن هذا الوضع المزري يجعل من عملية استعادة الوطن والدولة في الجنوب أمر من سابع المستحيلات، بحكم سوادوية المشهد، وجهل كل من يشرف على رسم الصورة البشعة لذلك المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري المرعب، فلا صحة ولا تعليم ولا أمن ولا رواتب تكفي لتوفير خبز وملح، في حين يتم نهب ثروة البلاد من جانب أطراف خارجية، وبموافقة أشكال ارتزاقية من الداخل، ارتضت أن تمثل دور المحلل مقابل القليل المال والمناصب، رغم معرفتها أن ما يصرف لها هو عبارة عن فتات المال، مقارنة بالمنهوب من ثروة البلاد، فإلى متى سوف يستمر هذا الوضع المشين؟ إلى أين يتجه بنا الحال ونحن على هذا المنوال؟