> المنامة "الأيام":

​عبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت عن شكه في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها بالقضاء على حركة حماس عبر القصف العنيف واجتياح قطاع غزة الذي تديره الحركة منذ فترة طويلة. وقال الصفدي في مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في البحرين “تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".

ودعت السعودية خلال المؤتمر إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان “نرى مدنيين يموتون كل يوم. وعلينا إنهاء ذلك اليوم، وليس غدا”. واستبعدت إسرائيل أيّ وقف لإطلاق النار قبل إطلاق سراح 240 رهينة احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر.

وقال بريت ماكجورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط في مؤتمر المنامة إن إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة. وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين السبت قبالة مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقدس الغربية للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.

وانضم الآلاف من الإسرائيليين إلى المسيرة الراجلة التي وصلت إلى مشارف القدس الغربية بعد أن انطلقت من مدينة تل أبيب الثلاثاء الماضي. وقدرت "القناة 12" الإسرائيلية أعداد المشاركين في الوقفة "بأكثر من 30 ألفا". وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "عودة جميع المختطفين". وكان بين المتظاهرين زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.

وتأتي المسيرة على وقع تعثر المفاوضات لتبادل إسرائيل أسرى مع حركة حماس بوساطة قطرية ومصرية والتي تجري بتشجيع أميركي. وقالت "القناة 12"، "دعت العائلات جميع أعضاء المجلس الوزاري الحربي لمقابلتهم هذا المساء، بقولها: أنتم مسؤولون عن إعادتهم (الأسرى) الآن، قابلونا وتوقفوا عن السماح لنا بالتسول، هذا غير منطقي".

واعتبر رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل أن عدم إيجاد حل للصراع العربي – الإسرائيلي منذ فترة طويلة هو الذي أدى إلى الأزمة الحالية. وعبّر عن اعتقاده بأن هذه الحرب مؤشر على الفشل السياسي والدبلوماسي للمجتمع الدولي، محملا كل الأطراف المعنية المسؤولية عن إيجاد حل للصراع.  وأثار الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة تساؤلات بين قوى العالم والمنطقة وفي الأمم المتحدة حول من سيحكم القطاع المكتظ بالسكان في حال هزيمة حماس التي تديره منذ 16 عاما.

وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأضاف خلال مشاركته في حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي حول السياسة الخارجية والأمنية، "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن.. إذن من سيدير غزة؟ أعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع".

وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة يمكن أن تضطلع بدور في إدارة غزة إذا كان هناك حل سياسي شامل، في إشارة إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، يشمل أيضا الضفة الغربية. ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويُنظر إليها إلى حد كبير على أنها وكيل أمني فاسد لإسرائيل، وتخضع إسرائيل الآن لإدارة حكومة قومية دينية متشددة.

وتدير حماس غزة منذ حرب أهلية قصيرة عام 2007 مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. ولم تنجح محادثات مصالحة استمرت سنوات بين الجانبين في التوصل إلى انفراجة في ما يتعلق بعودة السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية. ولا تزال السلطة تتحمل تكاليف الكهرباء والمياه وبعض رواتب موظفي الخدمة المدنية في غزة.

وحذّر مسؤول كبير من الإمارات من أن الصراع الذي طال أمده في غزة يمكن أن يولّد التطرف في أنحاء الشرق الأوسط. وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "كلما طالت الأزمة زاد خطر خروجها عن نطاق السيطرة، وأعتقد أنه يتعين علينا الحذر الشديد". وترى الإمارات ودول خليجية عربية محافظة أخرى منتجة للنفط أن حماس والإسلاميين الآخرين يشكلون تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط وما حوله.

ونزح نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني بسبب الهجوم الإسرائيلي. ويخشى الكثيرون ممن فروا من أن يصبح نزوحهم دائما. وحذر الصفدي من أن الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين، وقال "لن نسمح بحدوث ذلك أبدا، فبالإضافة إلى كونه جريمة حرب، فإنه سيشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه".