في عهد الاستعمار البريطاني الذي انتفض ضده شعبنا الجنوبي الأبي بثورة تحرير شعبية مسلحة وخلاص وطني واستقلال كانت عدن الحبيبة ثغر الجنوب الباسم وملتقى القارات بموقعها وبُنَاهَا وحياة أبنائها المعيشية والخدمية وبأنظمتها الإدارية والمحاسبية وتاريخها وحضارتها وثقافتها بِمَدَنِيَّتها وتعايش الأجناس والديانات فيها تُسمَّی بـ«دُرَّة التَّاجْ» وفي هذا الزمن 'المجهول'! صارت مجرَّد قرية!! وهي اليوم أنموذجًا لمعاناة شعب الجنوب المأساوية في كل مجالات حياته وفي مقدمتها الخدمية المتردية والمعيشية المؤلمة والتي وصلت حد كارثة «مجاعة مُحَقَّقَة» ودون أي التفات أو تدخل لمعالجة حقيقية تُؤتي "أُكُلها" في الواقع المعاش 'مكَّنوا' الناس خطابات وبيانات واجتماعات وتصريحات ووعود «لا تُسْمِنُ ولا تُغني من جوع» إنهم «الطَّارِئُون» وفي سياق مُتَّصِل يعاني جنوبنا السليب وعاصمته عدن الجريحة من تهميش لذوي المؤهلات والكفاءات والخبرات والمناضلون و"عملقة" للطارئون، وانتشار الوصوليُّون والحرباويُّون والنَّرجسيُّون الذين يجيدون رياضة «النَّط» بحثًا عن «وادٍ ذي زرع» لهثًا وراء الجاه والمنصب والثروة والمال، ووجود للفاسدين ومن في حكمهم، وللذين يعانون -بعضهم- مِن بقايا ثقافة وعقلية الماضي القبلية والقروية والمناطقية والجهوية ومِن «فقر» في الخبرة والكفاءة والتجربة فضلا عن المؤهل ولديهم مناعة ضد المدنية وعقلية العصر وحق الرأي والرأي الآخر و"تَقَبُّل" النقد البنَّاء ومبادى التعايش والمواطنة المتساوية والوظيفة العامة لمن يستحقها بمعايير المؤهل والتجربة والخبرة والكفاءة ووفقًا لمعايير هكذا والأقدمية أيضًا في الوصول إلى المواقع القيادية حكومية ومدنية وعسكرية وأمنية ومن أنت؟ لا من أين أنت؟.
ولم يستوعبوا بعد مبادى الشراكة الوطنية والجنوب لكل وبكل أبنائه ويتسع للجميع، فيما لم يستوعبوا أيضًا قيم وثقافة التصالح والتسامح ومعانيه ودلالاته الدينية والإنسانية والأخلاقية الحميدة وكل تلك المبادئ وعكسها في الممارسة والسلوك وربط الأقوال بالأفعال إذ صارت وبصورة عامة مجرد ضجيج إعلامي «تسمع جَهْجَعة ولا ترى طحنًا».
العقبى:- لشعب الجنوب الحر المكافح الصابر المرابط ولكفاءاته وخبراته ومؤهليه ومناضليه لعدن ولأبناء عدن الحبيبة على وجه الخصوص، موعد الغد المشرق بإذن الله (( آت )) والتاريخ لا يرحم....