لا تقولوا مثل ما قال فرعون لقومه (( ما أريكم إلا ما أرى)).
فهل على كل صاحب رأي في الشأن العام يخالف هذا التفكير، بل الممارسة إقناع بعض المتصدرين للمشهد الجنوبي اليوم، أنهم محقون في احتكار الحقيقة وحدهم؟
إن ما يبديه ذو رأي، وصحة ما يكتب لا يلزم به الآخرين و بالمقابل ما يعتقده أيضًا أن هؤلاء البعض ليس لهم حق ادعاء الوصاية أو احتكار الحقيقة فيما يجري على الساحة الجنوبية كائنًا من كان، بعد أن أعطى هذا البعض لأنفسهم وكالة حصرية للقضية الجنوبية، وما يجب على الآخرين إلا تقديم فروض التطبيل لهم و قرابين التقرب والقبول، وأنهم وحدهم يملكون إصدار مراسيم الحرمان والطرد من الانتساب إلى القضية الجنوبية، مالم قد تستيقظ يومًا وأنت في مرمى هجمات من ينصبون أنفسهم مناضلين بحجم الوطن، وحتى تثبت لهم أنك جنوبي لابد لك أن تصبح جزءًا من القطيع.
هؤلاء القادمون من مجاهل الجهل السياسية والذين لم يتعلموا ألف باء التعددية الفكرية والسياسية واختلاف الرأي، لن يستطيعوا تبيان الحقيقة الغائبة عنهم أو الوصول إليها، فكيف لهم تحديد مواقف الآخرين من قضية شعب، يمتلك من الذكاء ما يكفي للتمييز بين الغث والسمين.