> «الأيام» القدس العربي:
يمكن ببساطة ملاحظة حجم تطور وتدحرج الأحداث “أمنية الطابع” لا بل عسكرية
الخطوات، في بعض التفاصيل على واجهة وخاصرة الحدود الأردنية مع سوريا،
خصوصا بعد إعلان القوات المسلحة الأردنية عن هوية 9 من أعضاء شبكة عصابات
لتهريب المخدرات والأسلحة في صورة جماعية التُقطت لهم مع بضاعتهم المصادرة
وتم نشرها عبر وسائل الإعلام.
نشر الصورة إشارة مباشرة إلى أن الملف سيتدحرج، حتى وإن كان تحت عنوان جنائي محض، بمعنى تهريب أسلحة بصورة غير شرعية. إلا أن تدحرجه قد ينتهي ببعض الملامح السياسية بالتأكيد.
وهو ما حصل فعلا اعتبارا من يوم الأحد، حيث نشاط ملحوظ على جبهة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند مبيضين، الذي ظهر في حديثين مسجلين يعاتب حكومة النظام السوري على تقصيرها، ويلمح إلى أن قرار المواجهة المفتوحة يحدده الجيش الأردني.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن فجر الثلاثاء، عن مقتل تاجر مخدرات سوري رفيع المستوى، في عملية جوية أردنية لم يتم الإعلان عنها رسميا من قبل القوات المسلحة الأردنية.
وفقا للمرصد، فإن التاجر المشار إليه وقد تم ذكر اسمه صراحة، قُتل عبر طائرة اردنية قصفت المكان الذي يتواجد فيه بمحافظة السويداء في العمق السوري.
وبرزت الإشارة إلى أن رجل المخدرات المقتول، محسوب على صلات قوية بالأجهزة الأمنية السورية وحزب الله اللبناني.
الانطباع قوي حتى اللحظة بأن الأردن وفي بياناته السياسية والعسكرية، بدأ يتحدث صراحة وليس تلميحا عن ردع وملاحقة تلك المجموعات والتشكيلات والميليشيات المسلحة لأن هدفها لم يعد يقتصر على تهريب المخدرات، بل زعزعة أمن واستقرار المملكة.
وعبارة الردع والملاحقة هنا واضحة الملامح، وتعني في القراءة السياسية والأمنية أن الأردن لديه حسابات ردعية، بمعنى بناء قاعدة اشتباك معلوماتية واستخباراتية مع المواقع والقيادات والزعامات التي تؤسس لهذه التجارة الحرام، والموصوفة بأنها تجارة إرهابية.
كل ذلك يعني بالضرورة عمليات في العمق السوري. وإذا كان ما قاله المرصد السوري فجر الثلاثاء دقيقا وصحيحا، يمكن القول بأن تلك العمليات بدأت، وبأن عملية القصف أو الغارة الجوية قد يلحقها عمليات أخرى لضرب من تسميهم السلطات الأردنية بأوكار تجارة الموت الذين يهددون بزعزعة أمن واستقرار المملكة. الأمر الذي يعني أن الوضع متأزم وحساس جدا الآن على خاصرة الحدود.