> «الأيام» غرفة الأخبار:
من المرجح أن تواصل السعودية نهجها الدبلوماسي تجاه قطاع غزة وفلسطين عامة عبر تقديم مساعدات إنسانية والدعوة إلى وقف التصعيد، مع الاستمرار في التعامل مع الحوثيين وإيران، بينما أصبح ملف التطبيع المحتمل مع إسرائيل في موقف صعب، بحسب تحليل لموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media).
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مدمرًا على غزة، خلّف حتى السبت 21 ألفا و672 شهيدًا، و56 ألفًا و165 جريحًا، ودمارًا هائلًا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في 21 ديسمبر الجاري، أن معظم السعوديين يرون أنه "على الرغم من الدمار والخسائر في الأرواح، فإن الحرب في غزة هي انتصار للفلسطينيين والعرب والمسلمين".
وقال حوالي 81 % إن إيران وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة "مترددون في مساعدة الفلسطينيين".
وذكر "أمواج. ميديا" أن هجمات الحوثين على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر "تغذي المخاوف الأمنية السعودية، ويبدو أن الرياض قلقة بشأن احتمالات اندلاع حريق إقليمي أوسع".
- كيان هش
وردًا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيليًا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعًا حتى 1 ديسمبر الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
و"بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، يؤكد بعض الصحفيين والنقاد السعوديين على "فشل" الحملة العسكرية الإسرائيلية"، بحسب "أمواج. ميديا".
وكتب حسن اليمني في صحيفة "الجزيرة" أن "إسرائيل كيان هش لا يمكنه منفردًا مواجهة المقاومة الفلسطينية"، مشددًا على أن الدعم الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، "لم يفلح في نصرة الكيان (الإسرائيلي) وإن حماه من هزيمة فاضحة".
واعتبر الصحفي صالح الفهيد أن "أفضل نتيجة للحرب في غزة هي أن يكون النصر الإسرائيلي الحتمي أشبه بهزيمة، بالنظر إلى التكلفة التي دفعها الإسرائيليون ثمنًا لهذا النصر".
وبحسب الموقع، فإنه "على الرغم من الزيادة الكبيرة في شعبية "حماس" بين السعوديين، وفقًا لاستطلاع 21 ديسمبر، إلا أن المملكة ما تزال تنظر إلى الحركة الفلسطينية على أنها جهة معادية نظرًا لصلاتها بإيران وجماعة الإخوان المسلمين".
ومشيرًا إلى عدم الاستقرار في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، قال الصحفي السعودي طارق الحميد إنه "لم يتم إلحاق أي ضرر بإسرائيل، بل إن الضرر يقع في المقام الأول على بلدان المنطقة".
فيما حذر المفكر السعودي عبد الرحمن الراشد من الآثار غير المباشرة لحرب غزة، معتبرًا أن "استراتيجية طهران، باتخاذ الحوثي وكيلًا لها، لم تكن فقط السيطرة على اليمن وتهديد السعودية ودول الخليج الأخرى، بل أيضًا لبلوغ (مضيق) باب المندب (تمر منه 40 % من التجارة العالمية) لتعظيم دورها ونفوذها الإقليمي".
- تطبيع صعب
و"على الرغم من المواقف المتشددة تجاه إسرائيل في وسائل الإعلام وبين المواطنين في السعودية، إلا أنه من المرجح أن تواصل المملكة نهجها الدبلوماسي مع التركيز على تقديم المساعدات الإنسانية وتشجيع وقف التصعيد"، كما أردف "أمواج. ميديا".
وأضاف أن "التركيز والهدف الرئيسي للسعودية هو تعزيز بيئة إقليمية مستقرة لتنفيذ رؤية 2030 (التنموية)، ولذلك، من المرجح أن تستمر المملكة في التعامل مع الحوثيين وإيران".
ويركز ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، الأمير محمد بن سلمان على جذب استثمارات أجنبية وتمويل مشروعات في قطاعات متنوعة، بينها الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة، لتنويع وتوسيع اقتصاد المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، بعيدًا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات؛ في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة.
وبوساطة الصين، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق في 10 مارس الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت نحو 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ الإقليمي أجج صراعات عديدة في المنطقة.
و "في حين أن الرياض لم تعلق جهود التطبيع مع إسرائيل بشكل نهائي، فإن تغيير المشاعر المحلية والصورة الإقليمية الأوسع جعلت من الصعب على المملكة تحقيق توافق مع أحد الأهداف الرئيسية للسياسة (التطبيع) الخارجية الخاصة بإدارة (الرئيس الأمريكي) جو بايدن "، وفقًا للموقع.
وقبل الحرب، كانت السعودية تتفاوض مع واشنطن من أجل تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب مقابل توقيع المملكة معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورًا، وتشغيل دورة وقود نووي مدني كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل السعودية، والحصول على التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.