> "الأيام" سبوتنيك:
منذ إعلان "أنصار الله" اليمنية الدخول في حرب غزة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل، وإطلاقها الصواريخ باتجاه تل أبيب ومنع السفن التابعة لها من المرور في البحر الأحمر، لم تنقطع التكهنات حول الرد الأمريكي والإسرائيلي على صنعاء.
الفريق الآخر يرى أن أمريكا لا ترغب في توسيع نطاق الحرب ودخول أطراف إقليمية أخرى، لكن هناك تحالفًا تم تشكيله في البحر الأحمر ولن تكون مهمته فقط التصدي لهجمات صنعاء، وإنما توجيه ضربات لمواقع ومنصات إطلاق الصواريخ وربما استهداف شخصيات من "أنصار الله" خلال الفترة المقبلة، وطالما أن الحرب لم تتوقف في غزة، فلن تتوقف عملية إطلاق الصواريخ.
- فهل تدخل أمريكا في حرب مباشرة مع "الحوثيين" في اليمن؟
- بنك الأهداف
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه مع تنامي قدرات تحالف البحر الأحمر"حارس الأزهار" لن تكتفي تلك القوات بحماية السفن واستهداف زوارق أنصار الله الحربية بل سوف تضرب مصادر إطلاق الصواريخ.
وأكد خبير العلاقات الدولية أن القوة الدولية المتواجدة في البحر الأحمر لا بد لها من إنهاء مهمتها، ليس فقط حماية الملاحة واستهداف القوات البحرية الخاصة بالحوثي، إنما سيكون هناك خطة تشمل بنك أهداف داخل صنعاء وداخل الأماكن التي تطلق منها الصواريخ.
- مساندة الشرعية
ويكمل شرقاوي: "أعتقد أيضا ضمن خطط التحالف سوف يتم تقوية البحرية اليمنية التابعة للشرعية وتمكينها من القيام بدور فاعل في حفظ الأمن وحماية الملاحة في باب المندب على المدى الطويل"، مشيرًا إلى أن أمريكا لا ترغب في حرب مفتوحة مع إيران، لكن ما يفعله "أنصار الله" في المنطقة الآن، خاصة بعد اشتعال ناقلتي نفط، يستدعي وجود ردود أفعال من الولايات المتحدة الأمريكية التي تختبىء خلف التحالف فقط الولايات المتحدة الأمريكية.
- ورطة كبيرة
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن أمريكا في ورطة، وهناك رفض عارم من قبل المؤسسات في الداخل الأمريكي ضد الخطوات التي اتخذتها إدارة البيت الأبيض، في ظل تشتت الجهود في العديد من المناطق وما يجري من عمليات الدعم لأوكرانيا ضد روسيا وفشلها في تحقيق أي تقدم.
- مخزون استراتيجي
وأشار راشد إلى أن القوات البحرية اليمنية لديها قدرات اليوم للسيطرة على البحار والمياة الإقليمية وضرب القواعد والبوارج والمصالح الأمريكية، ولدينا رصد وتتبع ومعلومات حول كل تلك الأهداف.
وحول أسباب سحب أمريكا لحاملات الطائرات والبوارج الحربية، يقول الخبير العسكري إن "ما تقوم به أمريكا هي عملية إعادة انتشار وتموضع في المناطق الاستراتيجية الخلفية، حتى لا يتم استهدافها من قبل القوات اليمنية، التي تمتلك مخزونا استراتيجيًا كبيرًا جدًا من الصواريخ المتعددة سواء البحرية أو الباليستية، علاوة على أسراب كبيرة جدًا من الطائرات المسيرة التي تستطيع تشويش وإشغال منظومات الباتريوت الأمريكية حتى إفراغ مخزونها ثم استهدافها بصواريخ بحرية يمنية".
- الأيام المقبلة
بدوره، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، أن الولايات المتحدة قد تنفذ عمليات برية وبحرية ضد "أنصار الله"، وهذه الضربات لن تعمل على توسيع نطاق التوتر في المنطقة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن "عدم توجيه تلك الضربات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية يتوقف على مدى تجاوب أنصار الله مع النداءات المتكررة، بوقف عمليات استهداف السفن والملاحة البحرية الدولية بالمسيرات والصواريخ، لذلك فإن عملية التهدئة ممكنة إذا ما تخلى أنصار الله نهائيًا عن عمليات القرصنة ومهاجمة السفن التجارية وأعلنوا ذلك قولاً وفعلاً".
- الصراع الإقليمي
وقال حسين: "الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في توسيع نطاق الحرب في المنطقة باستهداف أنصار الله، ولا أعتقد أنهم يريدون ذلك، إذ أن الاستهداف الأمريكي سواء البحري أو البري سيكون محددًا بشكل دقيق وموجه ضد أنصار الله فقط".
وتوعدت جماعة "أنصار الله" اليمنية، أمس الثلاثاء، "أمريكا بالرد على قتل 10 من قواتها في قصف من بارجة أمريكية في البحر الأحمر".
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، الأحد الماضي، أن "قوات العدو الأمريكي اعتدت على 3 زوارق، ما أدى إلى مقتل 10 من قوات البحرية اليمنية".
وتابع سريع: "نجدد نصحنا لكل الدول بعدم الانجرار لخطط العدو الأمريكي الرامية لتوريطها في البحر الأحمر"، مهيبًا ببقية الدول لعدم الانخراط بالمسلك الأمريكي الخطير لما له من تداعيات سلبية قد تؤثر على الجميع، بحسب قوله.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدرين ملاحيين في الحديدة، الاثنين الماضي، أنباء عن مقتل 10 عناصر من جماعة "أنصار الله" في القصف الأمريكي على زوارق هاجمت سفينة في البحر الأحمر، مشيرين إلى أن "4 ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نًقلا إلى مستشفى الصماد".
وأضافت الهيئة أنه "قد ورد بلاغ من إحدى السفن حول تعرضها لهجوم من قبل 3 قوارب صغيرة على جانب الميناء، وتم تبادل لإطلاق النار".
وبدورها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، إغراق زوارق لجماعة "أنصار الله" اليمنية، ومقتل طواقمها أثناء مهاجمتها سفينة شحن تجارية قبالة سواحل اليمن جنوب البحر الأحمر.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر، وتضم القوة 10 دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.