اكتسب المفاوض الحوثي مهارات كبيرة في فن التفاوض واللعب بالوقت والأعصاب، فهو ابن المدرسة الإيرانية صاحبة التاريخ والنفس الطويلين في التفاوض، وصار المفاوض السعودي كالمستجدي للمفاوض الحوثي، فلا هو استطاع هزيمته عسكريًّا ليجبره على حلول معينة، ولا هو استطاع إقناعه للقبول بحلول عبر التفاوض السلمي، ولا هو قادر أن يعود للعمل العسكري الذي كلفه الكثير دون أن يحقق نصرًا ذو قيمة.
امتلك الحوثيون سلاحين استراتيجيين، الأول سلمي وهو فن إدارة التفاوض السياسي والتلاعب بالخصم، والثاني عسكري وهو السلاح الباليستي والمسير، وبهما أرغم السعوديين على التعامل مع جماعة أنصار الله تعامل الند الكبير الذي يحسب له حساب، فلم يعد بن سلمان مستعد للعودة للعمل العسكري لأنه يخشى أن يعود إلى سماع أزيز الباليستي والطيران المسيّر يمخران الأجواء السعودية، ويخشى أن يرى مجددًا ذلك المنظر الذي يعكر سكونه وطموحه، فيرى تطاير الشر والنيران ودخان الحرائق تصعد من المباني والمنشآت السعودية بفعل ضربات سلاح الباليستي والمسير اللذين تطلقهما صنعاء على الأراضي السعودية.
الخيار المفروض على السعودية البحث عن سلام مع أنصار الله، ومثل هذا السلام لن يحصل دون كلفة كبيرة على السعودية؛ لأن ذلك يعني إبقاء عامل التهديد قائم بالجوار وهو الخطر الذي تدخلت من أجل درئه.
ما الحل إذًا؟! الحل يكمن في تخفيف كلفة السلام على السعودية بتقديمها أضحية تتقرب بها إلى الأطراف الشمالية.
ما هي أفضل الأضاحي المطروحة أمام السعودية التي يمكن أن تتقرب بها إلى الأطراف الشمالية أنصار الله كانوا أو الأطراف المتواجدة في الشرعية؟! أنها بحسب تصوري القضية الجنوبية.
كيف ذلك؟! بالتفاهم مع الأمريكان على تفعيل دور الأحزاب السياسية وإعادة الدفع بها للواجهة.
لماذا الأحزاب السياسية؟! إنها السبيل الأفضل الذي من خلاله تتحقق ثلاث غايات معا:
- الأولى: تحويل الانتقالي إلى حزب سياسي مثل الأحزاب التي شاركت في المؤتمر الذي عقد في عدن.
- الثانية: عبر العمل السياسي الحزبي يمكن زحلقة القضية الجنوبية وتقديمها قربان تقرب إلى الأطراف الشمالية بطريقة متدرجة مبنية على الخداع والمكر السياسي.
- الثالثة ستستهم تلك الأحزاب في تشكيل موقف سياسي داعم يعزز موقف المفاوض السعودي أمام المفاوض الحوثي، ثم في تشكيل تكتل سياسي قوي مشارك للحوثيين في السلطة الانتقالية لليمن إذا تمكنت السعودية أن تصل إلى اتفاق سلام وحلول مع جماعة أنصار الله، وعبر هذه الأحزاب يمكن للسعودية العمل لاحقًا في خلق توازن داخل السلطة الانتقالية في اليمن وفي أضعاف قوة وتواجد الحوثيين على المدى الطويل وتحقيق ما عجزت على تحقيقه بالعمل العسكري.
امتلك الحوثيون سلاحين استراتيجيين، الأول سلمي وهو فن إدارة التفاوض السياسي والتلاعب بالخصم، والثاني عسكري وهو السلاح الباليستي والمسير، وبهما أرغم السعوديين على التعامل مع جماعة أنصار الله تعامل الند الكبير الذي يحسب له حساب، فلم يعد بن سلمان مستعد للعودة للعمل العسكري لأنه يخشى أن يعود إلى سماع أزيز الباليستي والطيران المسيّر يمخران الأجواء السعودية، ويخشى أن يرى مجددًا ذلك المنظر الذي يعكر سكونه وطموحه، فيرى تطاير الشر والنيران ودخان الحرائق تصعد من المباني والمنشآت السعودية بفعل ضربات سلاح الباليستي والمسير اللذين تطلقهما صنعاء على الأراضي السعودية.
الخيار المفروض على السعودية البحث عن سلام مع أنصار الله، ومثل هذا السلام لن يحصل دون كلفة كبيرة على السعودية؛ لأن ذلك يعني إبقاء عامل التهديد قائم بالجوار وهو الخطر الذي تدخلت من أجل درئه.
ما الحل إذًا؟! الحل يكمن في تخفيف كلفة السلام على السعودية بتقديمها أضحية تتقرب بها إلى الأطراف الشمالية.
ما هي أفضل الأضاحي المطروحة أمام السعودية التي يمكن أن تتقرب بها إلى الأطراف الشمالية أنصار الله كانوا أو الأطراف المتواجدة في الشرعية؟! أنها بحسب تصوري القضية الجنوبية.
كيف ذلك؟! بالتفاهم مع الأمريكان على تفعيل دور الأحزاب السياسية وإعادة الدفع بها للواجهة.
لماذا الأحزاب السياسية؟! إنها السبيل الأفضل الذي من خلاله تتحقق ثلاث غايات معا:
- الأولى: تحويل الانتقالي إلى حزب سياسي مثل الأحزاب التي شاركت في المؤتمر الذي عقد في عدن.
- الثانية: عبر العمل السياسي الحزبي يمكن زحلقة القضية الجنوبية وتقديمها قربان تقرب إلى الأطراف الشمالية بطريقة متدرجة مبنية على الخداع والمكر السياسي.
- الثالثة ستستهم تلك الأحزاب في تشكيل موقف سياسي داعم يعزز موقف المفاوض السعودي أمام المفاوض الحوثي، ثم في تشكيل تكتل سياسي قوي مشارك للحوثيين في السلطة الانتقالية لليمن إذا تمكنت السعودية أن تصل إلى اتفاق سلام وحلول مع جماعة أنصار الله، وعبر هذه الأحزاب يمكن للسعودية العمل لاحقًا في خلق توازن داخل السلطة الانتقالية في اليمن وفي أضعاف قوة وتواجد الحوثيين على المدى الطويل وتحقيق ما عجزت على تحقيقه بالعمل العسكري.