> «الأيام» العين الإخبارية:
بين انفصالية الحوثي ومزايدة الإخوان، انتهى المطاف بالوحدة اليمنية عالقة بين فكي كماشة التنظيمات الإرهابية لتمزيق لحمة البلد.
وتأتي الذكرى الـ34 لتوحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي التي تصادف اليوم 22 مايو، ولا تزال مليشيات الحوثي وجماعة الإخوان ترفعان شعار "الوحدة أو الموت"، لتبرير جرائمهما ومحاولة اجتياح الجنوب مرة أخرى.
وتقومان بذلك دون النظر للواقع الذي أفرزته حرب الانقلاب، في وقت تكرس الجماعتان عمليًّا تشطير البلد ماديًّا ومعنويًّا وبنزعة مستبدة، كان آخرها منع المليشيات إحياء يوم 22 مايو بداعي مشاطرة أسى إيران.
في المقابل، يرفع الجنوبيون الذين قادوا مشروع الوحدة قبل أن يتم الانقلاب على حلم البلد باجتياح أراضيهم في صيف 1994، خيار فك الارتباط للانتصار لقضيتهم على جميع المستويات ولمواجهة شتى المشاريع الهدامة وللحفاظ على المنجز الأكبر المتمثل بتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وتنظيمات الإرهاب كالقاعدة وداعش وحتى الإخوان.
وما بين الذكرى الـ34 للوحدة والذكرى 30 لإعلان فك الارتباط، يرى آخرون يقفون بالمنتصف أن انقسام اليمنيين يمنح القوى الحية جنوبًا وشمالًا فرصة للحفاظ على التوافق الذي يشكله المجلس الرئاسي والانتصار للقضية الجنوبية وضبط بوصلة المعركة نحو تحرير صنعاء من تمدد الحوثي.
وهذا ما أكده متحدث المقاومة الوطنية في اليمن العميد الركن صادق دويد، حين قال إن الـ26 سبتمبر و 14 أكتوبر، الجمهورية والاستقلال، و 22 مايو محطات تحول كبرى في تاريخ اليمن المعاصر.
لكنها وفقًا للمتحدث العسكري "جميعا بدون صنعاء مجرد عناوين"، في إشارة إلى هدم مليشيات الحوثي مشروع الوحدة لصالح مشروعها الطائفي التمددي، مضيفا أن "تحرير صنعاء من أيادي الظلاميين هو الجهاد المقدس، وأن مليشيات الحوثي خطر يهدد اليمن كله، ومشروعه العنصري الطائفي يفخخ مجتمعنا شمالًا وجنوبًا".
من جهته، تعهد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان في الذكرى 30 لإعلان فك الارتباط التزامه باستعادة الدولة وبناء دولة الشراكة والمواطنة والتنمية والأمن والاستقرار.
وأكد الانتقالي ضرورة "معالجة مشكلة الوحدة بالحوار، وهو الأمر الذي لا تزال قوى نظام 7 يوليو 1994 إلى اليوم تتهرب منه، مما ولد الشرعية لكل مكونات العمل الوطني الجنوبي، لمقاومة الاحتلال بكل أشكاله وعبر مختلف مراحل مسيرتها النضالية".
كما تعهد بالتصدي "بكل شجاعة لكل محاولات استهداف الجنوب في جبهات القتال مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية في مسرح العمليات، ومواجهة كافة أشكال الاستهداف لقضيتنا وإرادتنا الوطنية، سياسيا واقتصاديا، وعسكريًّا وأمنيًّا، بإرادة وطنية لا تلين ولا تعرف سوى الانتصار".
في السياق، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن سعيد بكران ضرورة "التصحيح وخلق واقع جديد يذهب نحو السلام والحياة والتعايش".