الجيش الذي نراهن عليه بالجنوب - عدن ليكون هو صمام أمان المستقبل وحجر زاوية القادم وبوابة الانفتاح على الآخر المختلف معه بالجنوب والشمال على السواء ومداميك نهضة القادم، هو جيش العِلم والعقل ومصباح التنوير في حلُكة الظلمة التي تغشانا.. جيش الجامعات الحكومية والخاصة.. جيش الخريجين الجامعيين بالداخل والخارج.. جيش بيضة القبان الذي نتوخى أن يرجح كفة عضلات العقل على عضلات الجسد والتبختر، وهذا لا ينتقص بطبيعة الحال من جيش البندقية، فكلاهما يحمي ويكمّل الآخر.

فالبندقية المنفلتة لا تؤسس لمستقبل مدني متحضر ولا وطن قائم على المساواة، والعلم المكشوف دون ظهر يحميه لا مستقبل له، فالعلم مثل الحق لابد أن تكون ثمة قوة تحميه وتحرسه.. هكذا تحدثنا تجارب الأيام.

أقول هذا على خلفية تخرج مئات إن لم أقل آلاف الخريجين الجامعيين بالأيام الماضية من مختلف الجامعات والتخصصات بالداخل والخارج، وهذا مبعث اعتزازنا وزهونا، نزدهي ونزهو به حتى سابع سماء، وهو ما نعلل الأنفاس به ونرقبها في هذا الظلام الداجي.