> "الأيام" غرفة الأخبار:

​رغم الدعوات المتكررة سواء الإقليمية أو الدولية بضرورة وقف الحرب اليمنية بشكل كامل، إلا أن الواقع يشير إلى أن الأمر يحتاج إلى آليات وتفاهمات وقبول للواقع الجديد على الأرض، ووضع مسار جديد للحل بعيدا عن القرارات الأممية السابقة ومخرجات الحوار التي عفا عليها الزمن.

يرى مراقبون أن الأوضاع في المنطقة والعالم اختلفت كثيرا عن بداية الحرب في اليمن في العام 2015، حيث بدأت قوى تظهر وأخرى تتوارى وتحولات داخلية في اليمن، لذا فإن العودة لمخرجات الحوار الوطني والقرار 2216 لحل الأزمة لن يستند على واقع، فلم تعد الأرض كما هي ولا القوى والتسليح، علاوة على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والبحر الأحمر وغيرها.

هل اختلفت مقاربات الحل في اليمن بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، وتغير استراتيجيات الرباعية الدولية وما مصير المرجعيات السابقة؟
بداية يقول عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن: "إن القضية اليمنية لم تعد على حالها كما كانت في بداية الحرب، بل تحولت اليوم إلى قضية معلقة".
  • صعوبات حقيقية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "في اعتقادي أن القضية اليمنية أصبحت أشبه بالقضية الكردية والقضية الفلسطينية، وسوف تصبح من القضايا التي تثير نزاعا إقليميا طويلا، ولن تصل إلى حل في القريب العاجل".

وتابع الشميري: "هناك صعوبات حقيقية وتداخلات إقليمية ومحلية تمنع الوصول إلى حلول وسلام مستدام، علاوة على أن المستجدات الأخيرة في البحر الأحمر عقدت أي مجال للتفاهم".

وأشار رئيس مركز جهود إلى أن "مليشيات الحوثي (أنصار الله) تُصر على أن تُبقي على وضعها وسلاحها كما هو، وليست ذاهبة في أي حوار نحو بناء دولة أو أن ينحصر السلاح بيد جيش محدد، كل هذه المتغيرات ستفتح الباب أمام صراع طويل الأمد في اليمن".
  • المرجعيات السابقة
وحول مصير المرجعيات السابقة للسلام في اليمن سواء المتعلقة بمخرجات الحوار الوطني في العام 2014 أو قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحرب ومنها القرار 2216 يقول الشميري: "ما يتعلق بالمرجعيات الدولية هي مرجعيات نظرية وتطبيقها سيكون صعب، وإذا كانت هناك حلحلة للقضية اليمنية في قادم السنوات، فاعتقد أنها ستأخذ رؤية جديدة وفق مراجع وآليات وتفاهمات جديدة بين كل المكونات، هذا على أفضل الاحتمالات، لكن كل ذلك ليس في القريب العاجل".

ولفت الشميري إلى أنه "لا يزال هناك ما يشبه الصراع الطويل الذي سيأخذ احيانا منحى عسكري وأحيانا تفاهمات جزئية حول ملفات جزئية إنسانية مثل، فتح معابر وتسليم أسرى وغيرها من الأمور الإنسانية، إما التوصل إلى اتفاق سياسي ووقف نزيف الحرب، فهو غير محتمل وغير وارد على الأقل في هذا العام والعام القادم".
  • متغيرات وتحولات
من جانبه يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك بجنوب اليمن: "هناك متغيرات وتحولات في المنطقة وفي نفس الوقت تحولات على صعيد المشهد اليمني ولاشك سوف تكون له انعكاساته على الواقع اليمني سواء في الجنوب أو الشمال".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المتغيرات الإقليمية والدولية خلال الأشهر الأخيرة، هذا الواقع يفرض على المحيط الإقليمي والدولي أن يتجاوز المرجعيات السابقة والقرارات الأممية لاستحالة تطبيقها على الأرض، حيث تحولت تلك القرارات والمرجعيات إلى عبء ثقيل يعيق أي مسار نحو السلام، لذلك فإن أي حل قادم لكي يحقق تقدما في العملية السياسية لا بد أن يتجاوز تلك المرجعيات إلى خارطة طريق جديدة تستند على الواقع والإمكانيات المتاحة".
  • منتهية الصلاحية
وأشار قاسم إلى أن "العمليات العسكرية في البحر الأحمر وما يدور في المنطقة برمتها، والتسويات بين أنصار الله والسعودية، جعلت كل هذه القرارات ومخرجات الحوار وغيرها من الاتفاقات بين القوى الداخلية والإقليمية والدولية في حكم المنتهية أو عدم جدوى التمسك بها".

وقال القيادي بالحراك: "علينا الإدراك أن التسوية القادمة لا بد أن تكون مختلفة وبعيدا عما جرى سابقا، نحن أمام واقع جديد ولا بد من تسوية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الواقع اليمني، وكذلك الإقليمي والدولي ومصالحه".