> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:

د. عبدالرقيب: مئة يوم حار إضافي سنوياً في خليج عدن وسواحل البحر الأحمر والبحر العربي
المناخ المتطرف يسبب زيادة نبضات القلب والتعرق وفقدان السوائل وحالات أخطر


> اشتدت حرارة الجو في سماء العاصمة عدن حيث لامست درجة الحرارة العظمى 39 درجة مئوية بينما بلغت نسبة الرطوبة 41 %.

وحول ذلك التقت "الأيام" بمدير التكيف في وحدة تغير المناخ بالهيئة العامة لحماية البيئة التابعة لوزارة المياه والبيئة د. عبدالرقيب شمسان عبدالله العكيشي والذي أوضح بأن موجات الحر هي عبارة عن زيادة متطرفة في درجة الحرارة عن المتوسط العام ويزيد من خطرها الارتفاع في مستوى الرطوبة، ويصاب الأشخاص بما يسمى الإجهاد الحراري والذي يؤدي إلى التعرق الشديد "فقدان السوائل" وزيادة نبضات القلب مما يؤدي إلى حالات أخطر بالنسبة للأشخاص الضعيفين أو المصابين ببعض الأمراض.


وأضاف العكيشي بأن موجات الحر ترتبط بتغيرات على مستوى الكرة الأرضية ومنها منخفض الهند الموسمي والذي يؤثر على أجزاء كبيرة من الهند وحتى المنطقة العربية ويُـعرف في بعض مناطق اليمن بارتباطه بـ "نضج النخيل" أو ما يسمى في حضرموت "الأربعينية" ويليه "معرق" وهو موسم معروف.

وأشار الخبير المناخي إلى أنه في تغير المناخ توجد كلمتان وهما تغير أي أن ما حصل هو تغير وليس حالة فردية لسنة واحدة وكذلك مناخ وهو مجموع الطقس لفترة طويلة وبالعادة تحسب لـ 30 سنة، ومصطلح موجات الحر "Heat Wave" هو من ضمن المصطلحات المستخدمة في التغير المناخي، وهو الارتفاع المفاجئ للحرارة عن المتوسط، ولذا فإن تكرر هذا الارتفاع في السنة خلال السنوات طول فترة الموجة فإنه يُـصنَّـف تحت مسمى "حالات المناخ المتطرفة" كما هو الحال في الأعاصير التي كانت نادرة والآن أصبحت دليل واضح على التغير المناخي.


وقال مدير التكيف بوحدة تغير المناخ "إن الدراسات التي قامت بها الهيئة العامة لحماية البيئة التابعة لوزارة المياه والبيئة في العام 2023م مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وصندوق المناخ الأخضر وهو صندوق أنشئ في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي ككيان تشغيل للآلية المالية لمساعدة البلدان النامية في ممارسات التكيف والتخفيف لمواجهة تغير المناخ والتي قامت بدراسة الاحتماليات للسنوات القادمة حتى عام 2100م أظهرت أن هناك احتمالية زيادة 100 يوم حار بالمتوسط في السنة على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي على نهاية القرن وذلك في النموذج المتشائم 8.5 (زيادة معدلات الانبعاثات).


ولفت د. عبدالرقيب شمسان إلى أنه وحسب الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) التقرير السادس فقد أدى تغير المناخ الذي يسببه الإنسان إلى زيادة توتر وشدة موجات الحر منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وسيؤدي الاحترار الإضافي إلى زيادة تواترها وكثافتها، وعرفها على أنها فترة من الطقس الحار بشكل غير طبيعي، يتم تحديدها غالباً بالإشارة إلى حد درجة الحرارة النسبية، وقد تستمر من يومين إلى أشهر.

وأكد الخبير بأحوال الطقس أن زيادة درجات الحرارة متوقعة في السنوات القادمة لذلك لا بد أن يكون هناك تفكير استراتيجي بكيفية التكيف مع هذه التغيرات وخاصة في مناطق المدن التي تشكل بنيتها من مباني خرسانية وشوارع اسفلتية وغيرها عامل مساعد كبير في زيادة الحرارة أو ما يسمى "الجزر الحرارية".

ودعا المتخصص بالمناخ د. عبدالرقيب العكيشي إلى وجوب أن تكون هناك سياسات واضحة في تخطيط المدن، وتصميم المباني، وزيادة المناطق الخضراء، وتوفير الخدمات وخاصة الماء والكهرباء والصحة.