إذا نجح رئيس الحكومة د. أحمد بن مبارك في ترجمة برنامج حكومته الذي حدده بخمس قضايا أساسية وهي مهمة فعلًا لانطلاق قطار التغيير في بلادنا.. بل وتمثل أولوية قصوى لتغيير واقعنا نحو الأفضل... وهذه القضايا هي: المساءلة، والمحاسبة، ومحاربة الفساد، وترشيد النفقات، وتفعيل العمل المؤسسي لأجهزة الدولة. هنا ستجد الحكومة استجابة من كل القوى السياسية الطامحة إلى إصلاح أوضاعنا المتردية.

ومؤكد أن قوى التغيير ستقف إلى جانب الحكومة، وسيجدون معهم أيضًا الغالبية العظمى من الشعب داعمة لهم وملتفة حول الحكومة ورئيسها الشاب المتحفز للتغير، خاصة عندما يلمس الشعب ثمار الإصلاحات وقد تحولت إلى واقع معيشي يتعاطاه الشعب في حياته اليومية - اقتصاديًّا وخدماتيًّا وأمنيًا.. وووإلخ.

ومؤكد أن مؤشرات هذا التحسن يتطلب فترة زمنية محددة لأن تراكمات الموروث السلبي كبيرة خاصة وبلدنا قد وصلت إلى الدرجة الثالثة من مؤشرات الفساد وهو (الفساد المنظم) الذي شمل منظومة الحكم كلها؛ بل إنه حول حياة المجتمع كلها إلى وضع ملوث بالفساد؛ بسبب حكامنا السابقين الذين كانوا هم أنفسهم من يصنعون هذا الفساد الذي نعيشه اليوم، والذي تحول إلى أكبر عامل معيق لانطلاق عجلة التنمية، نقول لكم يا ولاة أمرنا بلدنا بحاجة ماسة إلى قيادة متسلحة بإرادة سياسية مؤمنة بعملية التغيير ومعززة بإدارة حديثة تواكب روح العصر. وأعتقد أن هذه القيادة موجودة حاليًّا في موقع راسم السياسة وصانع القرار، فقط هي بحاجة إلى اقتحام مراكز قوى الفساد والإفساد المتغلغلة في جهاز الدولة (الرخوة) والتي صارت المعيق الأكبر أمام عجلة التنمية التي تمثل بالنسبة لنا في الوقت الراهن ضرورة حتمية لا تراجع عنها، خاصة وأن أوضاع شعبنا الصابر قد وصلت إلى مستوى متردٍ في كل منظومة حياته المعيشية؛ بل وصار الوضع مخيفًا للغاية ولا يمكن السكوت عنه.

أخيرًا نقول لكم يا ولاة أمرنا اعملوا بما يرضي الله أولًا، وضميركم ثانيًّا، وفي الأول والأخير بما يحقق لشعبنا حياة كريمة، فبلدنا فيه كل الخيرات المتنوعة، فقط هو بحاجة إلى قيادة مشبعة بالوعي التنموي لتدير هذه الخيرات لصالح شعبنا الصابر... اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.