ترديد شعار الولاية لـ "س ي د ي" عبد الملك في مكة لا يصب في مصلحة أحد.

هل ترديد شعار إعلان الولاية للحوثي من مكة المكرمة من قبل الوفد المشكل والمتعدد الولاءات؛ الغرض منه إحراج "بعض الوفد" لدى المملكة، أم أن الغرض تخفيف حدة الانتقادات التي يتعرض لها الوفد المكلف إثر ذهابه في زيارة إلى المملكة لأداء فريضة الحج، والمتزامن مع التهديدات التي أطلقت ضد الملكة بعد القرارات الإجرائية الأخيرة المتعلقة بنقل البنك وبعض مؤسسات الدولة السيادية؟

هل تهديدات "الحوثي" للملكة تحمل نوعا من الجدية ضد المملكة؟ أم أن الهدف مغازلة الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين كانتا وراء منع حكومة الشرعية من استكمال قرارات نقل البنك عام 2017م لغرض الحفاظ على بقاء الحوثي كقوة تبتزّ به دول الخليج، والتي يبدو أن سياستهما قد تغيرت بعد أحداث البحر الأحمر، والتقارب الذي شهدته العلاقات ما بين المملكة وإيران برعاية صينية؟

أم أن الغرض أبقى الوضع مشدودا مع المملكة خصوصا مع تدفق الحجاج إلى المملكة والذي قد يقلل من حالة الاحتقان بعد حوالي عشر سنوات من الانقطاع والحروب؟

إن القيام بمثل هذه الأعمال -وفي هذ الوقت بالتحديد- يعيق أي تقارب مع المملكة وبقية الدول، ويعيق تدفق الحجاج وتنقلاتهم خصوصا في المواسم القادمة ولا يصب في مصلحة أي طرف، ونقدم أنفسنا أمام العالم أننا جماعة متطرفة، لا تحترم القوانين ولا تلتزم بأي معايير، وبالتالي ترسم لنفسها صورة ومستقبلا مجهولا تجره على نفسها وعلى شعبها، وسيكون له نتائج سلبية الشعب وحده من يدفع ثمن هذه الأعمال بالمزيد من الأزمات ومن التوترات التي تجعل الشعب لا يفكر حتى مجرد التفكير في التفرغ لإصلاح وضعه الاقتصادي وصرف المرتبات.