> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

في ظلّ الانهيار الاقتصادي المتسارع في العاصمة عدن، يواجه السكان أوضاعًا معيشية مأساوية، حيث لم يعد الجوع هو التهديد الوحيد لحياتهم، بل امتدت الأزمة لتتسبب في تفشي الأمراض والحُميات وسط بيئة باتت غير صالحة للحياة.


خلال الأيام الماضية، اشتدت شكاوى المواطنين بسبب موجة غلاء جديدة ضربت أسعار المواد الغذائية الأساسية، بالتزامن مع تدهور غير مسبوق في قيمة الريال اليمني، فقد بلغ سعر صرف الدولار الأميركي أكثر من 2450 ريالًا، فيما تجاوز سعر الريال السعودي حاجز 640 ريالًا، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، دون أي مؤشرات على تدخل رسمي لكبح جماح الأزمة.


رصدت جولة ميدانية في الأسواق زيادات كبيرة في أسعار السلع الرئيسية:

كيس الأرز (40 كجم) من نوع "الربان" وصل إلى 127,000 ريال.

القمح والدقيق سجلا زيادات بنحو 2,000 ريال.

السكر والزيت والحليب ارتفعت أسعارها بمعدلات تثقل كاهل الأسر.

حتى البيض والدواجن – وهي من أرخص البروتينات – أصبحت خارج متناول الكثيرين، حيث بلغ سعر الطبق 6,600 ريال.

وسط هذا الواقع، يقف المواطن عاجزًا، إذ إن الرواتب ظلت ثابتة منذ أكثر من عقد، ولا تتجاوز في كثير من الحالات 30,000 ريال، وهو مبلغ لم يعد يكفي حتى لشراء سلعة غذائية واحدة.


  • من الفقر إلى المرض.. دوامة قاتلة
ما يزيد الطين بلة، هو التدهور الصحي المتزامن مع الأزمة المعيشية. فقد أدت موجة الغلاء إلى حرمان الكثير من العائلات من الحصول على غذاء متوازن، ما أضعف مناعة السكان وفتح الباب أمام عودة وانتشار عدد من الحميات القاتلة مثل حمى الضنك، والملاريا، وحمى الشيكونغونيا، والتي تشهد تصاعدًا مقلقًا في المدينة.


البيئة الملوثة، وشح المياه النظيفة، وسوء التغذية، كلها عوامل ساعدت على تفشي الأمراض، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، ما يجعل المريض في عدن محاصرًا بين غلاء العلاج وغيابه.
  • مناشدات تتكرر وأمل يتلاشى
المواطنون، الذين باتوا لا يملكون سوى أصواتهم، يناشدون الجهات المسؤولة للتدخل العاجل من أجل وقف هذا التدهور الاقتصادي والصحي. فهم يعيشون في حالة صراع يومي من أجل البقاء، بين تأمين لقمة العيش والوقاية من مرض قد ينهي حياتهم أو حياة أحبّائهم.


اليوم، عدن ليست فقط مدينة تتضور جوعًا، بل مدينة تنهكها الأوبئة وسط تجاهل حكومي وتردٍ شامل في كل مقومات الحياة.