إلى أصحاب المعالي والمواطي وأصحاب السمو وما دون ذلك إلى دون الدون وجلساء السوء من الحاشية في هذا البلد السيئ الصيت.

أما بعد.. لقد أصابني ما أصاب العامة وربما اجتمع الوجع بكل ثقله على صدري ولم يعد لدي متسع للثرثرة فيما لا يعنيني سوى قوت يومي ورزق عيالي وما تيسر من كرامة ومسحة بحجم الخجل من ماء الوجه.
أستميحكم أسفًا يا سادة أن تمنحوني من الوقت ما يكفي للبوح بما لا قبل لكم بسماعه ولو من باب التورية، على اعتبار أن المساس بمكانتكم من الخطوط الحمراء والأسلاك المكهربة التي جرمها قانون الفوقية الوضعي بمرسوم (شرعة) من لا شريعة له.

وأن ما يحول بيننا وبينكم جدار وسور عازل للصوت من الخرسانة المسلحة، وحاشية سيئة تحجب عنكم ضوء الشمس وعين الحقيقة.

أما بعدين.. قيل في الأثر أنكم لم تتركوا للحرامي بصمة أو أثر سوى أنكم كتبتم على قصوركم وخزائن ما نهبتموه عبارة (هذا من فضل ربي) حتى لا يسألكم القضاء العدل يومًا (من أين لكم كل هذا؟)
ومن الغباء ألا تحكم ضميرك وتعززه إيمانًا بذكر الله ومخافته بعيدًا عن الغرور وما يقربكم إلى الاستعلاء على العباد بارتكاب الجرائم باسم الدولة وكأنما أنتم فيها الآمر الناهي لا يشارككم المشورة في أمركم سوى الشيطان وجبروت الوظيفة. 

قبيل وفاته ترك الحجاج بن يوسف الثقفي آراء الناس من الكبر فيه جانبًا، مستعينًا بالدعاء (اللهمَّ اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل).
خافوا الله..