من المهم جدًا أن يتولى رئيس المجلس الانتقالي بنفسه وبشكل مباشر ملف قضية علي عشال، وأن تتداعى معه كل المكونات والقيادات الجنوبية للوقوف على معالجة هذه المأساة.

ولا يجب بعد اليوم أن تظل أبين على الهامش الذي لم تبق فيه فحسب بل يتعرض واحد من أبنائها المؤثرين اجتماعيًا للاختطاف، وربما التصفية، على النحو الذي يتجاوز كل منطق وعقل.

إنها الرسالة مما حدث، لا توجد رسالة غيرها إلا تلك التي تخص أيضًا ملف مكافحة الإرهاب. من ذا الذي يكافح الإرهاب؟ أهؤلاء المختطِفون يكافحون الإرهاب؟ (وواقعة احتجاز - وبالأصح اختطاف - الزميل صالح العبيدي ليس عنا ببعيد).

فإذن، لماذا يحدث كل هذا وأنتم تنظرون؟

على الانتقالي أن يستوعب جيدًا أكثر من أي وقت مضى أن تحضر أبين ومعها محافظة شبوة هاتان المحافظتان خاصرة الجنوب وقلبه، وفي غيابهما لا يوجد جنوب.

ولا يكتمل الجنوب إلا بكل أبنائه بكل محافظاته بضرورة الوعي العميق بمعنى التكافؤ والمساواة في كل الفرص المتاحة ومهام المرحلة.

لا للانفراد والإقصاء.. من المهم المبادرة الآن قبل أن ينفرط العقد، وأن نُجابه بتحول ما كان ليخطر على بال.

من المهم جدًا درء ما سيحدث بكل السبل المتاحة، وبضرورة أن يستمع العقلاء لما يجب أن يُعمل به فورًا.

ما حدث سيجتر ما قبل وما بعد ومعه يجب أن تتوقف هذه الفوضى بحسن إدارة هذه المؤسسات والأمنية منها على وجه الخصوص وملف الأراضي (ولن تُحسن إدارتها إلا بالكفاءات وليس بهذه المحسوبيات المدمرة والرخيصة)، وأن تُصلح الاختلالات من جذورها، وإقالة بل محاسبة كل القيادات المسؤولة والفاشلة والفاسدة مهما وأينما كانت.

لن تقوم للجنوب قائمة إن حدث ما لا يُحمد عقباه.. البناء ما زال هشًّا؛ لانشغال البنائين بالسفاسف والمكاسب الخاصة، والعدو واحد يتربص بالجميع، ويتحين الفرصة للاختراق، وفي الأصل هذه الأجهزة المهلهلة، هؤلاء الفاشلون والفاسدون هم رأس حربة هذا الاختراق.