> «الأيام» غرفة الأخبار:

كشف تحليل دولي حقيقة حرب الطائرات الحوثية، مشيراً إلى أن الحوثيين نقلوا التكنولوجيا الإيرانية لتعزيز قدرات الجماعة التي كانت محدودة خلال السنوات الماضية.

التحليل نشره مركز بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، وهو منظمة دولية غير حكومية، تحت عنوان "ست استراتيجيات لحرب الطائرات بدون طيار التي ينفذها الحوثيون: كيف يعمل الابتكار على تغيير ميزان القوى الإقليمي".

وكشف التحليل عن استغلال جماعة الحوثي طائرات ومعدات إيرانية وصينية والادعاء أنها من إنتاجها. لافتاً إلى أن الحوثيين أعلنوا رسميًا عن طائرات بدون طيار متعددة الاستخدامات من طراز صمّاد - 4 ورجم في مارس 2021. وتظهر البيانات أن رجم، وهي نسخة معدلة من طائرة بدون طيار صينية مدنية سداسية المراوح، استُخدمت في أكثر من 25 % من هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار متعددة الاستخدامات منذ مارس 2021، كما كانت قوات الحوثيين تربط متفجرات صغيرة بطائرات بدون طيار مدنية من سلسلة مافيك وماتريس التي تصنعها شركة دي جي آي الصينية.

يشير التحليل أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بتسهيل إيراني، كما أنهم حصلوا على أجهزة متقدمة وبشكل متزايد خلال الفترات الماضية خاصة أثناء فترة الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وحصلت الميليشيات على امتيازات فيها.

ويؤكد التحليل أن استراتيجيات حرب الطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون أثرت بشكل كبير على مسار الصراع في اليمن، وأثبتت هجماتهم التي يشنونها بفاعلية في تحقيق انتصارات رمزية من خلال الضربات المستهدفة، إما عن طريق زعزعة استقرار المناطق الحكومية أو من خلال الكشف عن نقاط ضعف القوى الإقليمية والدولية، ومع ذلك كانت الطائرات بدون طيار أقل فعالية بكثير في المعارك البرية، حيث فشلت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية أو تحويل التوازن العسكري لصالح الحوثيين.

وأكد معدو التحليل أن هناك تساؤلاً مهماً حول المدة التي ستحافظ فيها هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار على فعاليتها ونجاحها. والإجابة على هذا التساؤل تتضمن متغيرين: الأول هو قدرة الحوثيين على الابتكار: إلى متى سيتمكنون من تحديد أهداف جديدة وتطوير استراتيجيات جديدة؟ ومن الممكن القول إن وتيرة الابتكار من المرجح أن تتباطأ في المستقبل القريب ما لم تتجاوز الجماعة خطوطاً حمراء جديدة، كما هدد مؤخراً المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، ومع ذلك فإن التطورات التكنولوجية الصغيرة -مثل المحرك الذي زاد من مدى صماد 3،22 والذي مكن من شن هجوم 19 يوليو على تل أبيب- لا تزال توفر إمكانات لأهداف واستراتيجيات جديدة، وفي هذا الصدد سيظل دور طهران في توفير التدريب والمكونات والتكنولوجيا المتطورة مفتاحاً للنجاح العسكري الحوثي.

المتغير الثاني هو قدرة المعسكر المناهض للحوثيين على التكيف مع استراتيجياتهم في حين سد الفجوة التي خلقتها الحرب غير المتكافئة. لقد اشترت المملكة العربية السعودية بالفعل أنظمة دفاع جوي جديدة، وهناك المزيد في الطريق، ولكن من غير المرجح أن تتمكن من تحييد تهديد الطائرات بدون طيار بشكل كامل. وفي الوقت نفسه، تكافح عملية حارس الرخاء مع تكلفة إسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة بصواريخ باهظة الثمن. وبشكل عام، يظل التحدي الأكبر، سواء بالنسبة للقوى الإقليمية أو الدولية، هو قبول حقيقة أن المخاطر المرتبطة بالحرب غير المتكافئة ستظل إلى حد كبير غير قابلة للتجنب.

وأكد التحليل أن السمعة الإقليمية التي اكتسبها الحوثيون حديثًا، تزيد من خطر تحولهم إلى ناقلات مباشرة أو غير مباشرة لانتشار الطائرات بدون طيار، ويبدو أن الهجمات بطائرات بدون طيار التي يشنها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في جنوب اليمن منذ مايو 2023م تم تسهيلها من خلال التدريب والدعم اللوجستي من جانب الحوثيين، بالإضافة إلى ذلك يبدو أن الحوثيين متورطون في تهريب الأسلحة إلى منطقة القرن الأفريقي.