> «الأيام» غرفة الأخبار:

​علق خبير عسكري على اقتحام جماعة الحوثي قرية حمة صرار، بقيفة رداع في محافظة البيضاء، إثر عملية غدر قامت بها الوساطة، وذلك بعد أيام من صمود الأهالي وعجز الحوثيين عن اختراق السياج القبلي المدافع عن القرية.

وكتب العميد الركن محمد عبدالله الكميم، منشورًا على منصة إكس، قال فيه: "للأسف الشديد.. لم يتعلم اليمنيون أو يحذروا أو يستفيدوا من التجارب السابقة لما يسمى الوساطات التي تدخل بين الحوثي الإيراني وبين اليمنيين سواء كانوا دولة أو مشايخ وقبائل".

 وأضاف: "للأسف والموجع والمؤلم أنهم لا يتعلمون من دروس الماضي ونحن نقول لهم ألف مرة احذروا من الوساطات القادمة من الحوثي الإيراني فهم جزء من تكتيكات الحرب لإسقاط القبائل أو الدولة من الداخل إذا عجز عنها عسكريًّا وأحد أساليب الاختراق والتخدير وشراء الولاءات وتخذيل المقاتلين وكسر إرادة القتال لديهم".

وأردف: "حتى أشقائنا في قيفة لم يستفيدوا من وساطات الحوثي الإيراني مع آل عواض والشيخ ياسر العواضي رحمه الله التي كانت سببًا رئيسيًّا لسقوط البيضاء وما بعدها".

وتابع: "مليون مرة نقول لكم يا أبناء اليمن احذروا وساطات الحوثي فهم إما حوثيين أو يتم استغلالهم لخديعة الطرف الآخر وإظهار ضعف زائف واستسلام خادع حتى يكسب الوقت ويخترق الصفوف ويدرس الأرض من الداخل".

واستدرك: "فلا ينفع بعد ذلك الصياح ولا النواح، ولا ينفع بعد ذلك لا الزوامل ولا الأشعار، ولا ينفع بعد ذلك لا الملامات ولا العتاب، ولو حكموكم بعدها بمئات البنادق أو هَجّروكم بعدها برجال، ففي هذه الحالة تكون المعركة قد انتهت لصالح الحوثيراني وتكون معركتكم قد انتهت وسيقول لكم الوسيط: إني بريء فسيف المصلح من خزج". وفق تعبيره.

وأكد العميد الكميم أن "وساطات الحوثيراني لم تكن يومًا إلا أكبر خازوق وأكثر مصائبنا وأوجاعنا وخسائرنا هي من الوساطات التي أصبحت 100 % وسيلة عسكرية للانقضاض على الخصوم وحسم المعارك لصالح العدو".

وتساءل: "متى تتعلمون أن الحوثيراني غدار ومخادع ولا يؤتمن جانبه وإن حلف وعاهد والتزم؟ متى تفهمون إن المشايخ لا تدخل وساطات إلا عندما تكون خدمة للحوثيراني وأن أغلبهم لا ينتبه للمقلب والخديعة إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس".

وكانت مصادر محلية أفادت مساء أمس، أن مليشيات الحوثي رغم التعزيزات الكبيرة بالمدرعات والدبابات والطيران المسير والأسلحة الثقيلة، فشلت في اقتحام قرية حمة صرار، منذ أيام.

وبحسب مصادر محلية فإن جماعة الحوثي أقدمت، أمس الأول، على تصفية إحدى جرحى أبناء قرية حمة صرار بقيفة رداع - مديرية ولد ربيع محافظة البيضاء، بعد خيانة الوساطة الكبرى.

وقالت المصادر أن  جماعة الحوثي قامت بقتل الجريح مقبل علوي الصراري بعد اقتحام المستشفى الذي يرقد فيه للعلاج.

وأكدت المصادر أن مسلحي الحوثي اقتحموا مستشفى مدينة رداع الدولي، واختطفوا الجريح الصراري إلى محافظة ذمار.

وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي اختطفت الشاب أثناء ما كان برفقة والدته في المستشفى وهو مصاب جراء الاشتباكات الأخيرة في المنطقة، نقلا عن موقع نافذة اليمن.

وأكد الشيخ القبلي أحمد عبدربه أبو صريمه، أن الحوثيين غدروا بأبناء قرية حمة صرار، وخانوا العهد الذي تم بينهم، باستخدام الوساطة.

ووجه الشيخ أبو صريمة، في فيديو مباشر بثه على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، اللوم على لجنة الوساطة إذ اتهمها بإدخال مسلحي الحوثي إلى داخل قرية حمة صرار بعد خداع الأهالي، بأن دخول المتمردين سيكون لمدة دقيقتين من أجل حفظ ماء الوجه ورد الاعتبار لسلطة الأمر الواقع.

واتهم أبو صريمة لجنة الوساطة بخيانة أبناء قيفة رداع قرية حمة صرار، والعهد والمعرفة والقبيلة والشرف، مؤكدًا أن الحوثي أستخدم الوساطة لاقتحام القرية والدخول إلى بين النساء.

وأشار إلى أن جماعة الحوثي فرضت حصارها بعد الدخول إلى القرية، وأخذ الجريح مقبل الصراري من المستشفى ونقله إلى محافظة ذمار قبل تصفيته هناك.

ووفقا لمصادر محلية أشارت إلى منع المتمردين مرور المواطنين وحركة تنقلاتهم ودخول المواد الأساسية ضمن سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه لتركيع أبناء القبائل في المنطقة.

كما قامت بحرق عدد من مزارع القات التابعة للمواطنين التي يعتمد عليها الأهالي كمصدر دخل لهم، بهدف الضغط على أبناء المنطقة لتسليم 8 أشخاص من أبناء "قيفة" تزعم الجماعة أنهم مطلوبون أمنيًا لها.

وفي الأثناء تستعد جماعة الحوثي لتفجير عدد من منازل المواطنين كما فعلت سابقًا في الكثير من المناطق لتركيع أبنائها، وسط حملة اختطافات وتصفيات ضد كل من يناهض سياستهم ويرفض توجيهاتهم.