> طهران "الأيام" وكالات:

​نقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني قوله الثلاثاء إن فترة انتظار رد إيران على إسرائيل قد تكون طويلة.

ويعرف الحرس الثوري أن أنصار “محور المقاومة” في المنطقة بدأ يتسلل إليهم الملل والشك في قدرة إيران على الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ولذلك سعى نائيني إلى منع هذا الملل عن أنصار إيران ومحاولة استنزاف الإسرائيليين بزيادة الترقب.

وقال نائيني “الوقت في صالحنا وفترة الانتظار لهذا الرد قد تكون طويلة”، في إشارة إلى الثأر من إسرائيل، مضيفا أن “العدو” يجب أن ينتظر ردا محسوبا ودقيقا.

ولا يريد الإيرانيون المغامرة بالرد السريع في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة استنفار وتأهب، وكذلك تتجهز الولايات المتحدة للرد من مواقع مختلفة في الشرق الأوسط على أي استهداف إيراني لأهداف إسرائيلية، لذلك تعمل طهران على استنزاف الإسرائيليين وحلفائهم بالترقب.

وقد يفضي الرد مع الاستنفار الحالي إلى نتيجة عكسية مثل إسقاط صواريخ إيران وطائراتها المسيرة قبل أن تصل إلى إسرائيل كما حصل في الهجوم السابق ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل قيادي كبير في الحرس الثوري.

وسيكون التلويح المستمر بالرد أفضل من رد محدود ومرتبك قد يزيد من الشكوك حول قدرات إيران وأذرعها في المنطقة. وسيكتفي الإيرانيون بالاستمتاع بمشاهدة إسرائيل عالقة في فترة الانتظار.

وتبحث إيران عن ثغرة تمكنها من الوصول إلى هدف في إسرائيل وإلحاق خسائر به ولو محدودة، وهي غير واثقة من أن ردها أو رد من يتبعها من فصائل، سواء في لبنان أو اليمن أو العراق، سيكونان مؤذيين أو مؤلمين لإسرائيل، ولأجل ذلك تؤخر الرد، وتريد العثور على طريقة تضمن لها تَمكّن صاروخ أو مسيّرة من اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية.

وقد تلجأ إيران إلى إطلاق عشرات الصواريخ، ومن مصادر مختلفة، على هدف واحد أملا في أن تعجز منظومة الدفاع عن التصدي المتزامن.

بالتأكيد الرد قائم وقد حدده المرشد الأعلى علي خامنئي حين قال إن إيران “ملزمة” بالانتقام لـ”ضيفها” هنية. لكن كيف سيتم ومن أين ينطلق وما حجمه؟ هذا هو الغموض الذي تسعى إيران لإدامته.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن نائيني قوله إن القادة الإيرانيين يدرسون كل الظروف، وإن رد طهران لن ينتهج نفس أساليب العمليات السابقة، في رد واضح على المخاوف من تكرار الرد الباهت على هجوم القنصلية، والذي بدت فيه إيران محدودة الإمكانيات.

وفي أبريل الماضي أطلقت إيران على إسرائيل وابلا من مئات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، لكن من دون أن تلحق بها أضرارا.

وتمتلك إيران ورقة التحرك من خلال الحلفاء الذي يكتفون إلى حد الآن بالمشاغبة. ولا تعتبر الهجمات الحالية لحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي سوى تحركات ثانوية ضمن قواعد الاشتباك المعهودة، والجميع -بمن في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة- ينتظرون شكل الرد الإيراني.

وكرر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تهديداته لإسرائيل في أكثر من مرة بقوله إن “ردنا آت إن شاء الله قويا فاعلا وبيننا وبينهم الميدان”.

ورفضت طهران دعوات الدول الغربية إلى ضبط النفس وأصرت على حقها المشروع في الرد على قتل إسرائيل هنية على أراضيها. لكن موجة المكالمات الهاتفية التي أجريت مع مسعود بزشكيان والقائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني أثارت تكهنات بأن محاولات الدبلوماسية ساعدت في تأخير الهجوم ولو إلى حين.

وحمّلت إيران وحماس إسرائيل مسؤولية الهجوم الذي قتل هنية بعد ساعات من حضوره تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وتطلب الولايات المتحدة من حلفائها الذين تربطهم علاقات بإيران إقناعها بتهدئة حدة التوتر في الشرق الأوسط، وذلك في الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المنطقة للضغط في اتجاه إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائيني إن طهران تدعم أي تحرك من شأنه إنهاء الحرب على غزة ومساعدة أهل القطاع، وأضاف “لا نعد تصرفات الولايات المتحدة مخلصة؛ نراها طرفا في الحرب (على غزة)”.

وقبل أسبوع قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الدعوات الموجهة إلى طهران لضبط النفس بخصوص الرد على إسرائيل “تفتقر إلى المنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي”، وإن طهران “لا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة”.