تشدها خيول تصبح حمير "مثل شعبي".
الفرصة التاريخية كانت في انقلاب عفاش على الحوثي فلو أن العالم يريده لسارت الأمور عكس ما سارت عليه، وأعتقد أن آل عفاش لن يكونوا أحسن حالا من آل القذافي ولن يكون "أحمد" أحسن حالا من سيف الإسلام القذافي.
من حق أي جماعة أن تعيش أحلامها وآمالها، وتضع لها تصورات وأُطر وردية لتحقيقها لعلها تحقق بها المستحيلات "فالغريق يتشبث برمة حبل" خاصة وأن العالم الافتراضي أعطى مجالا للممكن والمحال أن يتعايشا فيه، هكذا انشغل العالم الافتراضي بالمؤتمر الشعبي العام بُعيد رفع العقوبات عن عفاش وولده.
في مراحل الصراعات والحروب لا يوجد شيء "مزاج" فالمزاج حالة سلبية تفرضها مقولة "رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه" فالإيجابي هل ارتقى "المزاج" فصار "ثورة"؟ أشك في ذلك بل إنه محال فاستقراء الواقع يؤكد أنه لا يمكن أن يكون الجميع في رجل واحد، إذ توجد قوى على الأرض لها مصالحها ومشاريعها ولن تسلّم القياد "بلوشي" "لمؤتمر أحمد" مهما كان الرعاة إلا في تهيؤات التواصل الاجتماعي وليس لديه لا قوة ولا عصا سحرية للجمع تحت رايته، عدا أن قياس وحدة البيت العفاشي كان باختيار طارق صالح "مكتب سياسي" وجعل بينه وبين مؤتمر عمه مسافة، كان ذلك ودم عفاش لم تمتصه الأرض بعد، ما يؤكد أن البيت العفاشي ليس موحدا، عدا أن المؤتمر خلال العقد الماضي انقسم إلى ستة مؤتمرات أو تزيد كل منهم يغني ليلاه وكلهم جعل الزعيم "تابو" لا يحلّ انْتِهاكُه ومحرَّم مَسُّه وفقاً لمصالح كل تشظّي من تشظيات المؤتمر، وكل يريد أن يكون وصيا على ذلك الإرث الذي تفرّق دمه السياسي بين التشظيات وكل منهم يريد أن يتخذه قميص عثمان.
إن الحوثي مازال مشروعا غربيا مطلوبا فحتى لو ضرب نيويورك أو لندن بصواريخه فهو مشروع محمي لحاجة الغرب له إقليميا، لذا فإمكانية إزاحته وهزيمته ليست مطلوبة، المطلوب احتواؤه أن لا يكون مشاغبا في ممرات الملاحة الدولية وهذه تحتاج من الدولتين "قرصة أذن" له وليس اجتثاثا.
ولذا فمؤتمر لا يستطيع دخول صنعاء لن يكون أحسن حالا من مؤتمر عبدربه منصور الفارق أنه جنوبي مخذول من الشماليين، لكنه فارق لن يكون لصالح "أحمد" الذي انفصل عن واقعه عقد من الزمن وأيضا مطلوب عالميا أو بالأحرى غربيا الإدارة بالورقة الطائفية، ولن يقاتل معه أحد إلا ضمن مشروعه وليس مشروع آل عفاش فكيف سيتقبلون ذلك؟.