استراتيجية فعّالة لإدارة مدرسة الروضة وفرت بيئة تعليمية متكاملة
> محمد رائد محمد:
130 معلم ومعلمة يديرون العملية التعليمية لـ 1700 طالب في مدرسة بالقلوعة
مديرة المدرسة: نظام "كتاب بديل كتاب" أسهم في تفادي أزمة نقص الكتب المدرسية
إيمان عبيد لـ "الأيام": أرفض العنف تجاه الطلاب والحل هو التواصل الإيجابي
تدابير المراقبة والتحضير المتكرر تساهم في تقليص ظاهرة تسرب الطلاب من المدرسة
> احتفلت مديرية التواهي يوم أمس الأربعاء بانطلاق موسم العودة إلى المدرسة، وذلك من خلال حفل خطابي وطلابي نظمته إدارة مدرسة الروضة في منطقة القلوعة. حضر الحفل عدد من الشخصيات التربوية البارزة، من بينهم مديرة عام مكتب التربية والتعليم في العاصمة عدن، د. نوال جواد، ومدير عام مديرية التواهي، القاضي وجدي علوان الشعبي، بالإضافة إلى مديرة مكتب محو الأمية وتعليم الكبار في المديرية، التربوية نادية سالم العراشة.
وخلال الحفل، ألقى المسؤولون كلمات أكدوا فيها على أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمع وتطويره، مشيدين بجهود المعلمين وأولياء الأمور في دعم العملية التعليمية. كما تم التأكيد على التزام المديرية بتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
في إطار تغطيتها لانطلاق العام الدراسي الجديد 2024-2025، التقت صحيفة "الأيام" بمديرة مدرسة الروضة للتعليم الأساسي في مديرية التواهي، إيمان محمد عبدالله عبيد، حيث استعرضت أوضاع المعلمين والطلاب في المدرسة.
وأشارت إيمان عبيد، التي أمضت 9 سنوات في إدارة المدرسة، إلى أن المدرسة تضم نحو 1700 طالب من البنين، يتوزعون من الصف الأول الابتدائي وحتى التاسع الإعدادي.
يعمل في المدرسة 130 معلمًا ومعلمة، موزعين على فترتين، حيث تضم الفترة الصباحية 36 شعبة، فيما تشمل فترة الظهيرة 34 شعبة.
وعن تحديات توفير الكتاب المدرسي، أوضحت المديرة إيمان أن المدرسة لا تعاني من مشكلة كبيرة في هذا الجانب، وذلك بفضل تطبيقها لسياسة "كتاب بديل كتاب".
وأشارت إلى أنه بدلًا من فرض مبالغ مالية على الطلاب عند فقدان أو تلف الكتاب المدرسي، يتم إلزام التلميذ بشراء كتاب جديد ليحل محل الكتاب المفقود أو التالف. وأضافت: "بهذا النظام، نجحنا في الحفاظ على مخزون الكتب في مستودع المدرسة، وبالتالي لم نواجه نقصًا حادًا كما يحدث في بعض المدارس الأخرى."
تعكس هذه الاستراتيجية الفعّالة حرص إدارة مدرسة الروضة على توفير بيئة تعليمية متكاملة، وتؤكد على أهمية الابتكار في مواجهة التحديات التربوية التي قد تواجهها المدارس.
أكدت إيمان محمد عبدالله عبيد، مديرة مدرسة الروضة للتعليم الأساسي في مديرية التواهي، موقفها الرافض لاستخدام أسلوب الضرب أو العنف في العملية التعليمية.
وأوضحت في حديثها مع صحيفة "الأيام" أن العنف لا يؤدي إلا إلى عزوف الطلاب عن الدراسة، حيث يتسبب في تنفيرهم من المدرسة أو في بعض الحالات يعزز العنف لديهم. وأكدت على أهمية تفعيل أساليب تربوية إيجابية، مثل تقرب المعلم من الطالب وتفهم مشاكله ومعالجتها، لتعزيز حب الطلاب للمدرسة والتعليم.
وفيما يتعلق بظاهرة تسرب الطلاب، أو ما يُعرف محليًا بـ "التعطيف"، أشارت إيمان عبيد إلى أن بعض الطلاب يميلون للتسرب بعد الحصة الخامسة. لكنها أكدت أن إدارة المدرسة تبذل جهودًا كبيرة لمراقبة الطلاب، من خلال تكثيف إجراءات المراقبة وتحضير الفصول الدراسية بشكل متكرر للحد من هذه الظاهرة.
وأضافت أن الإدارة نجحت في تقليل التسرب بفضل استمرارية تطبيق هذه الإجراءات، في حالات استثنائية، مثل المرض أو الحاجة الضرورية، تُسمح مغادرة المدرسة بعد التحقق من صحة المبررات المقدمة من الطالب.
كما نوهت مديرة المدرسة إلى أهمية متابعة الطلاب بشكل مستمر، بدءًا من شؤون الطلاب مرورًا بالوكلاء المتخصصين وحتى المتخصصين الاجتماعيين.
ودعت إلى تعزيز هذه المتابعات والتواصل مع الطلاب لضمان سير العملية التعليمية بسلاسة. وأكدت أن مدرسة الروضة تسير بشكل جيد ولا تواجه معوقات كبيرة، بفضل تنفيذ هذه الإجراءات التربوية الفعّالة.
شهد الحفل تقديم عدد من الفقرات الفنية والعروض الطلابية التي أضفت أجواء من البهجة والسرور، في وقت تفاعل فيه الحضور مع الأداء المميز للطلاب. واختتم الحفل بتوزيع بعض الجوائز التشجيعية على الطلاب المتميزين والمعلمين المثابرين، وسط إشادة بالدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في تعزيز ثقافة العلم والمعرفة.
يمثل هذا الحفل تقليدًا سنويًا يعكس اهتمام مديرية التواهي بالتعليم والسعي لتحفيز الطلاب والمعلمين على تقديم الأفضل مع بدء العام الدراسي الجديد.