> علاء أحمد بدر:
- رئيسة اتحاد نساء الجنوب: تحسين حياة المرأة الريفية يقضي على الفقر والجوع
- د. ندى عوبلي: المرأة الريفية تتحمل أعباء التربية بسبب هجرة الرجال
- رئيسة "العوافي" بشبوة: المرأة تعاني من انعدام الموارد الزراعية بسبب تدمير الاقتصاد
- رئيسة "روفان" بحضرموت: الفقر والتهميش يحرمان المرأة الريفية من التعليم
- رئيسة اتحاد النساء بالمهرة: نقص الرعاية الصحية يعمّق معاناة النساء في وادي المسيلة
يعتبر تحسين حياة المرأة الريفية هو الباب الرئيس لمكافحة الفقر والجوع، ذلك لأن النساء والفتيات يقمن بدور كبير في استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة.
ونتيجة لهجرة الرجال إلى الخارج تتحمل النساء أعباءً كثيرة في تربية وتنشئة أجيال يعتمدن عليهن طوال سنين من العمر.
ولذلك فإن اليوم العالمي للمرأة الريفية والذي اعتمدته الأمم المتحدة ليكون في الخامس عشر من شهر أكتوبر في كل عام هو بداية جديدة لبناء الإنسان وخصوصًا تشجيع وتحفيز المرأة الريفية على العمل.
ومن أجل تسليط الضوء عليهن تابعت "الأيام" وضع النساء الريفيات في 3 محافظات جنوبية وهي (شبوة، وحضرموت، والمهرة)، بالإضافة إلى العاصمة عدن حيث يعشن الكثير منهن بمناطق نائية وفي الضواحي.
تقول لـ رئيسة الاتحاد العام لنساء الجنوب الدكتورة ندى مصطفى عوبلي "تعد المناسبات الدولية فرصة لتثقيف المجتمع بشأن قضاياه التي يجب أن يهتم بها، وحتى يتم لفت انتباه القيادة السياسية لحشد الموارد اللازمة، وكذا كيفية معالجة المشكلات الناتجة عن تلك القضايا، كما أن الاحتفاءات السنوية بهذه المناسبات وبإنجازات الإنسان تسهم في تعزيز دوره، وبذات الوقت للفت الأنظار".
وأضافت عوبلي أنه ولوجود النساء على الخطوط الأمامية في أزمة المناخ، فإنهن في وضع فريد يؤهلهن ليعملن على التغيير للمساعدة في إيجاد طرق للتخفيف من أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري والتكيف مع آثارها على أرض الواقع.
ومضت رئيسة اتحاد نساء الجنوب قائلًة مع ذلك تثبت التقارير أن تغير المناخ له تأثير أكثر وضوحًا على النساء، وخاصًة نساء السكان الأصليين -النساء الريفيات - اللاتي يعتمدن على الزراعة، وظروف معيشتهن، وتهميشهن، مما يعرضهن لدرجة أكبر من التغيرات بسبب المناخ، وفقدان التنوع، والتلوث.
اليوم الدولي للمرأة الريفية والذي يتزامن مع يوم 15 أكتوبر من كل عام هو للتركيز على بناء القدرة على التكيُّـف مع تغير المناخ، والحفاظ على التنوع الـ "بيولوجي"، ورعاية الأراضي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات".
وأضافت ندى مصطفى أن المرأة الريفية تحافظ على الطبيعة من أجل المستقبل الجماعي وهو موضوع تم تداوله ببعض الدول.
وطالبت عوبلي بمشاركة النساء الريفيات في صنع القرار داخل مجتمعاتهن بهدف تعزيز المناطق الريفية لتمكين المرأة في الحصول على نفس الفرص التي يتمتع بها الرجل.
من جهتها تشير رئيسة مؤسسة "العوافي" للتنمية والخدمات الاجتماعية في محافظة شبوة الأستاذة يسرى سالم صالح إلى أن المرأة أهم جزء في المجتمع الحضري أو الريفي والمرأة الشبوانية تعاني مثل باقي نساء الجنوب من قهر الأوضاع المعيشية وتدهور اقتصاد الدولة مما أثر على اقتصاد الأسرة التي أثقلت على كاهل الأسرة بعدم توفير الرواتب وإن توفرت لا تلبي أبسط مقومات الأسرة مما جعل المرأة تتحمل مسؤولية مضاعفة على عاتقها.
ولفتت يسرى أن المرأة الشبوانية وتحديدًا في الريف تواجه صعوبات متمثلةً بالغلاء وارتفاع الأسعار وقلة أو عدم وجود مصدر دخل للأسرة.

وتأسَّـفت صالح على السوق المحلية والتي لا تمتلك موارد زراعية تغطي السوق المحلية على الأقل، وذلك يعود لسياسة التدمير الممنهج لكل ما هو جميل.
وقالت رئيسة مؤسسة العوافي "نحن حاولنا أن نقيم مشروع للتدريب والتأهيل للمجتمع الريفي بشكل عام والمرأة الريفية وسنبذل قصارى جهدنا للارتقاء بمحافظة شبوة في شتى المجالات التي تعود بمردود اقتصادي للتنمية في الأرياف وقدرته على العطاء".
وتمنَّـت يسرى سالم من الجهات المختصة استكمال كل الأوراق الرسمية المطلوبة لعمل المشروع والمساعدة في التنمية المستدامة بالعمل التكاملي والذي يُـمكِّـن توطين العمل الخيري ويضمن توفير فرص لجميع فئات المجتمع ويدعم جهود الفئات المشاركة ويعزز القيم الإصلاحية والإنسانية لبناء مجتمع قوي ومتماسك يوفر الحماية والدعم لكل أفراد المجتمع الريفي من خلال اهتمام كل الجهات المعنية في تحقيق رفع المستوى الاقتصادي برعاية المشروعات المجتمعية في نماء وتطوير وتحسين الاقتصاد واكتساب الخبرات والتجارب وتطبيقها على أرض الواقع لتكون لديهم معرفة بأبرز المشكلات التي تواجه سوق العمل واجتيازه بكل قوة وجدارة وذلك بتفعيل دور الشباب في نهضة مجتمعية تنتشل المحافظة بشكل خاص والجنوب بشكل عام من الأوضاع المعيشية المتدهورة، ولتبني جسورًا من الأمل والاستقرار الأسري وتشجيع كافة أفراد المجتمع على العمل لتحقيق تنمية مستدامة والعيش الكريم.
إلى ذلك، أفادت عضو المجلس العام للاتحاد العام لنساء الجنوب ورئيسة مؤسسة "روفان" للتنمية في محافظة حضرموت الأستاذة سلوى سالم محفوظ موفق أن المرأة الريفية في المحافظة تعمل في الحقول وتجيد الحرف اليدوية ويعتمدن أغلبهن على الموارد الطبيعية والزراعة لكسب لقمة عيشهن.
لكن موفق نبهت من أن المرأة الريفية الحضرمية تفتقر إلى التعليم بسبب الفقر والتهميش والقيود المفروضة عليها لقلة الوعي وتقييد حركتها والحواجز الثقافية التي تعترضها وعدم توفر أعداد كافية من المعلمات، بالإضافة إلى غياب البنى التحتية وسوء تدبير المرافق العمومية الخدمية.
وتتحدث رئيسة مؤسسة روفان قائلةً "إن المرأة الريفية الحضرمية تتدبَّـر شؤون الأسرة والحقل وتديرهن بكل حب ووفاء وتوفر كل متطلباتهم اليومية، والمرأة الريفية الحضرمية تعيش في مناطق نائية ومنعزلة وتعاني من عدم توفر التعليم والرعاية الصحية وعدم الاهتمام بأعمالهن الحرفية وعدم توفر المعلومات وقلة وسائل المواصلات وغير ذلك من الفروق الثقافية واللغوية"، داعيًة إلى الاهتمام بالنساء الريفيات والتركيز عليهن وخاصة مع تزايد أعباء أعمالهن بسبب هجرة الرجال.
وحول احتياجات نساء حضرموت في الريف قالت عضو مجلس عام اتحاد نساء الجنوب أن ما ينقصهن هو دعم الجهات المعنية لأفكارهن ومشاريعهن من حيث النصيحة والتخطيط والتدبير، فهن بحاجة إلى التدريب والتأهيل والتمويل البسيط في دعم مشاريعهن وتمكينهن اقتصاديًا للتغلب على أعباء الحياة المعيشية.
واستدركت سلوى موفق حديثها بالقول "إنه من الممكن أن تتغلب المرأة الريفية الحضرمية على مشكلاتها عن طريق فتح فصول محو الأمية واستخدام "تكنولوجيا" الاتصال المناسبة وتنظيم دورات تأهيل وتوفير المدربين أو المدربات بغية إيجاد فرص عمل لهن حتى يحصلن على الموارد الإنتاجية والخدمات العامة لرفع مستوى الوعي لديهن".
- المرأة الريفية في المهرة إسهامات وتحديات
وتتابع كلشات حديثها أن المرأة في المهرة، سواء كانت عاملة في المناطق الحضرية أو الريفية تحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل المجتمع المهري الذي يجعل من المرأة ركيزة أساسية في الحياة اليومية، وتتمتع برعاية كاملة تعكس مكانتها الاجتماعية، فتوجد للمرأة الريفية المهرية بصمات ملموسة في الأعمال الزراعية وتربية الحيوانات، وتتحمل في هذا الشأن مسؤوليات كبيرة، وتعمل غالبًا في مجال رعي الأغنام، وزراعة المحاصيل، وتوفير المياه والحطب.
وتشير نور الهجري إلى أن جهود المرأة الريفية لا تقتصر على الأعمال الزراعية فحسب، بل تشمل أيضًا تربية الأطفال ورعاية الأسرة، مما يعكس قوة تحملهن وطموحهن.
وأضافت رئيسة اتحاد نساء الجنوب في المهرة أنه وعلى الرغم من هذه الإسهامات فإن المرأة الريفية تواجه عددًا من التحديات، وتعاني من نقص في الرعاية الصحية، حيث تفتقر العديد من المناطق الريفية إلى وحدات صحية ومراكز طبية مناسبة، مشيرًة إلى أن الوضع يزداد سوءًا في بعض المناطق مثل وادي "المسيلة" و "منعر"، حيث تسجل نسب مرتفعة من الوفيات بين الحوامل أثناء الولادة بسبب عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة.
وأوضحت كلشات أن معاناة المرأة الريفية في محافظة المهرة تتفاقم بسبب الفقر وعوامل انهيار الاقتصاد، وتعاني أُسر كثيرة من عدم القدرة على دفع تكاليف العلاج، مما يزيد من خطر الوفاة أثناء الولادة، لافتًة إلى أن البعد الجغرافي في المحافظة يجعل الوصول إلى الخدمات الصحية أمرًا صعبًا، ويزيد من شظف الحياة اليومية.
وفي سياق كلامها وضعت نور الهجري كلشات مقترحات لتعزيز وضع المرأة في محافظة المهرة قائلًة "إنه من الضروري تحسين الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والبرامج التدريبية، وافتتاح مراكز محو الأمية، حيث أن نسبة الجهل بالقراءة والكتابة مرتفعين في الكثير من المناطق الريفية".
وأكدت كلشات بأنها لاحظت العديد من التدخلات الدولية للمنظمات لدعم وتنمية المرأة الريفية في الكثير من المحافظات، إلا أنه للأسف الشديد، لا يوجد تدخل فعلي للمنظمات الدولية في محافظة المهرة.
ودعت نور سعيد السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى تحسين الظروف المعيشية والصحية للنساء في المناطق الريفية، لضمان حياة كريمة ومزدهرة في ظل التحديات الراهنة.