إن ظاهرة الفساد قد عمّت البلاد والعباد دون حسيب أو رقيب مترافقة مع ما يتم من مرتبات وعلاوات وبدل سفر للقيادات وما دونها حتى درجة الوكيل بالدولار ومع ما يتم أيضاً من مرتبات شهرية وما في حكمها لمقيمين في الخارج وبالدولار ومن إيرادات وعائدات الجنوب من العملات الخارجية، والمذهل ليس أن يتم في ظل الشكوى من جفاف البنك المركزي والموازنة العامة من العملات الخارجية وما يقال عن تأثيره على مجمل الأوضاع الحياتية والمعيشية والخدمية والإيفاء بدفع المرتبات وحسب، لكن حين يتم أيضاً مباينته بمتوسط راتب الموظف الذي قضى معظم سنين عمره في محراب واجب الوظيفة العامة يساوي خمسين دولاراً، وما نشره موقع الأمناء نت في ((15-10-2024: 22:42)) تحت عنوان "وسط انهيار العملة اختفاء غامض لاحتياطي الذهب اليمني المودع في بنك إنجلترا" كما قرأناه في أحد الجروبات نقلاً وبحسب الموقع عن منشور للكاتب والباحث اليمني عادل شجاع الدين ومُلَخَّصه بحسب الموقع ما أشار إليه الكاتب: اختفاء غامض لاحتياطي الذهب اليمني المودع في بنك إنجلترا والذي يبلغ نحو 1,56 طن كان يهدف إلى حماية الريال اليمني من التقلبات الحادة في أسعار الصرف ومنع انهياره أمام الدولار ولم يعد موجوداً وأن هذا الاحتياطي كان بمثابة خط دفاع اقتصادي للحفاظ على استقرار العملة المحلية في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجهها البلد ومتسائلاً -الكاتب- عن سبب اختفاء هذا الاحتياط وغياب أي توضيح رسمي بشأنه وما الذي حدث لهذا الاحتياط ولماذا لم تصدر أي جهة رسمية بياناً توضيحياً حول ما جرى؟ وعلى نحو ما جاء في ملخص الموقع للمنشور وبحسبه والمرفق بِنَص المنشور.

وفي كل الأحوال الفساد بيت الدَّاء والمُتَسَبِّبُ بتدهور العملة المحلية والهرولة إلى القاع، وما تَرتَّب عليه من ارتفاع وغلاء المواد الغذائية والاستهلاكية والخضار والأدوية والْبان وملابس الأطفال والوقود والمحروقات وإيجار النقل والمواصلات، القائمة تطول وحدّث لا حرج، وحيث إن وضع هكذا قد أوصل الناس إلى حافة كارثة المجاعة إلى ما دون مستويات خط الفقر وبشهادة منظمات دولية ومُتَخصّصة وعاملة في المجال الإنساني والإغاثي وتحذيرها المستمر من انحدار البلد نحو أوضاع إنسانية كارثية وهو ما يؤكده من تجدهم في مقالب القمامة يبحثون عن بقايا فتات طعام يسدّون به رمق جوعهم فضلاً عن انتشار الأوبئة والأمراض وإسهالات ووفيات الأطفال بسبب سوء التغذية متزامناً مع حالات وفيات بالسكتة القلبية المفاجئة والسرطانات وغيرها من الأمراض المزمنة الأخرى تكاد تكون يومية وملفتة للانتباه تنام وتصحو على أخبار وفيات، مواقع التواصل امتلأت بأخبارها وبالتعازي والمواساة نظراً لعدم مقدرة المصابين بتلك الأمراض على شراء الأدوية المقرر لهم تعاطيها يومياً وبصورة مستمرة لارتفاع قيمتها وسوء الحال وقِلَّة ما باليد والأعمار بيد الله.

إن صبر هذا الشعب الطيب طال وقد بلغ سيل معاناته الزُّبى وبلغت الأنفس الجائعة الحناجر وانفجار غضب الشارع الجنوبي يقرع الأجراس «الجوع كافر»، ترى من يبادر إلى انتشاله مما هو فيه من جحيم الجحيم وقبل فوات الأوان؟