ما هو التفسير الحضرمي للواقع المعتصي الذي يتبلور في هضبة حضرموت ويفصل بين سنوات ذهبت مع الرياح وزمن قادم يختلف عما سبق  وإلى من يشير الخلاف الذي يشتد ما بين حضرموت والرئاسة في الدولة بشرعيتها وأجنحتها المتعددة، وهل اقتربت الحلول كما يتفاءل رجال الهضبة ومن خلفهم كل القوى المتحدة الحضرمية عسكريين وسلطة حاكمة ووكلاء واقتصاديين وأكاديميين وأطباء وشباب وقطاع المرأة والرياضيين، هي كل أرض حضرموت قررت أن تنهض وتهب هبة الشجعان وكل من في الخنادق والجبال.

هناك تنازع كبير تمر به حضرموت حاليا، وهناك تفاؤل كبير يفهمه أصحاب المصلحة في حلف قبائل حضرموت الذي يتزعم الهبة أو المقاومة سلما ورفضا لكل طرق النهب والتهميش الذي يطال حضرموت ويعزز هذا الموقف المؤتمر الحضرمي الجامع، ومنذ ثلاثة أشهر يقف المرابطون الحضارم متحدون منتصرون لحقوق حضرموت لوقف النهب واستعادة التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد زمن من التسيب والانفلات، وخصمهم هنا هو المركز الذي أغلق أذنيه بكبرياء وصلف وذهب يساوم ويتآمر رغبة في تحطيم صرح الحلف والجامع، متناسيًا وبطريقة الزمن الفائت أنه حين نقول كل حضرموت فإن أول من في الخندق هو رجل السلطة الأول السيد مبخوت بن ماضي محافظ حضرموت الذي لن يخذل أهله ولا تراب حضرموت الطاهر وهو صاحب الخبرة والبرلماني والإداري الذي يشهد له لا عليه.

هنا نقول عفوا يا رئاسة قد سمعنا الكثير منكم، وصدقنا مرات ولكن حان لنا أن نتكلم وأن تنصتوا وإلا اذهبوا مع الريح أو إلى حائط المبكى في الرياض، فإن الحضارم قد تبدلت أجيالهم ونحن في عصر الاتحاد والتماسك والحلف والسلطة والحكم بمنطق وعزم حضرمي وليس وصوليا أو مهزوزا لا يجيد الحوار ولغة السياسة والتفاوض، لأننا قد اكتفينا من ظاهرة اللصوصية التي جرعت الحضارم ما كفى من جوع وفاقة وسوء تنمية حكوميا وشعبيا. وهو ما جعلنا ننتفض وكما قال المثل (من بغى الحرفوف يركض له) وها نحن نركض من أجل حقوقنا شرعا وقانونا.

 وقد يتساءل البعض ماذا أظهرت هذه الأشهر وإلى أين، وكما قال رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ الباسل عمرو بن حبريش والذي لا يختلف مع السيد المحافظ وقالها قبل أيام أيضًا نحن معا ومتفقون وعلينا أن نسقط ما تقول الرئاسة (اتركوا الحضارم ما بينهم يسدون) كلا لا خلاف حضرمي بل الخلاف مع لصوص الصفقات ونهب خيرات الشعب وبعثرة ثرواته على السفارات والسيارات والصرف بالدولارات والناس في أزمة متكررة وكما يقال، (ما معك من الجني إلا حصاة) وهذا ما يحدث، أما على الطرف الآخر فإن كل ما أنجزناه له قيمة كبيرة ونحن على أرضنا ورديفنا أبناء القبائل  وسقوط زمن الانتهازيين والنفاق والتخاذل، وهو ما جعل حضرموت في هبتها هذه ظهرت تباشير على قدر كبير من الالتفاف والاتحاد وقوة المنطق والحق.

 عفوا أيتها الرئاسة عليكم أن تنصتوا لصوت حضرموت في وقتها الحاضر، فقد عرف عنكم ضعف الفهم وشدة البلادة وتأخر الإجابة في تلبية الحقوق، ومن الأسلم لكم رئاسة وحكومة أن تسرعوا في الإمساك بالحلول فقد تضيع عليكم كل الأوراق ويفسد كل ما بيدكم في حال تأخرتم ويصبح الحديث بعد ذلك أشبه بطعام بارد وفاسد ومهما قمتم بتسخينه فسيظل  نفس الطعام البارد والفاسد، وهكذا تفعلون في معظم حلولكم المتأخرة، أما إذا أنتم لا تسمعون أصوات الطاسة وقرع الطبول، فنقول لكم للأسف ـ يا حكومة تغسلي وتلبسي.