في مجتمعنا اليوم، مع الأسف الشديد، نرى أعراضًا واضحة لاعتلال الروح تزداد انتشارًا وتفاقمًا، حتى باتت أزمة حقيقية تتسع في قلوبنا وعقولنا. نحن محاطون بتحديات كبيرة وأزمات تلقي بظلالها على الأمل الذي نبحث عنه، فتارة نجد أنفسنا متشبثين ببصيص من الأمل، وتارة أخرى نُصدم بواقعه الزائف، فتتوالى الإحباطات.

من المذهل أن في هذه الأزمة العالمية ليس ما يعانيه العالم بحد ذاته، بل الصمود الداخلي لديكم، والقدرة على التفكر والصبر، بينما يتأرجح الكثيرون بين اليأس والرجاء، أنتم تحاولون بهدوء وثبات استشعار أن القرب من الله وكلمته التي تمنحنا السكينة والثبات في مواجهة كل عواصف الحياة.

ومع تزايد التنافر بين الآراء وتضارب المصالح في كل مكان ما يلفت الانتباه هو تلك الإرادة الصلبة لديكم في جمع الناس معًا لبناء جسور الوحدة والسلام، بينما ينشغل آخرون بالخلافات والنزاعات.

أنتم لا تسمحون لمشاكل العالم أن تثنيكم عن طريقكم، بل تجعلون من تلك الصعوبات حافزًا لدعم بعضكم البعض وللمضي قدمًا في مسيرة البناء والعطاء.

تذكروا دائمًا أن العالم من حولنا رغم كل التحديات يحتاج إلى القوة التي بداخلنا، وإلى بصيرتنا التي تُشعّ حتى في أوقات الظلام. بين أيديكم بلسم الشفاء الحقيقي والقدرة على مدّ يد العون للآخرين، واجعلوا من أنفسكم منارات أمل ونور، فإنكم قادرين على تضميد جراح الروح، ليس فقط لأنفسكم، بل أيضًا لمن حولكم.