> محمد الخطيب:
غادر الشاب صلاح صادق رسام (37 سنة)، وهو معلم من قرية النجارين بفرع العدين في محافظة إب اليمنية، إلى الهند، لإجراء عملية استئصال لسرطان اللثة بعدما نصحه الأطباء بالعلاج في مركز متخصص خارج البلاد.
"يمكن أن أموت بأي سبب آخر غير السرطان... أنا أحب الحياة"، بهذه الكلمات عبر اليمني محمد خالد عنتر (33 سنة) عن أمله في الشفاء من السرطان في حين يخوض معركة طبية ونفسية مستمرة لم تنته فصولها بعد، إذ تعبر عن واقع قاسٍ يعيشه مرضى السرطان في اليمن.
- إعاقة حركية
الشاب المتفائل يضيف في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن المرض عاد مرة أخرى بعد خمس سنوات من الشفاء، وأنه يخضع راهناً للعلاج الكيماوي والطبيعي للتغلب على الإعاقة الناتجة من الإصابة المرتدة. وتابع، "خلال الفحص الدوري أخبرني الأطباء أنني مصاب بورم مرتجع في الدماغ أشرس من الورم السابق، وهو ما تسبب لي بعد ذلك في إعاقة في الجزء الأيسر من الجسد وصعوبة كبيرة في تحريك الأطراف اليسرى ونوبات صرعية جزئية وسوائل في الدماغ".
- واقع قاسٍ
لكن حال التحدي والأمل التي يمتاز بها محمد خالد تبدو استثنائية من بين المصابين الذين استمعنا إلى قصصهم وآلامهم. يقول مدير المركز الوطني للأورام في عدن (مركز حكومي) جمال عبدالحميد، إن وضع مرضى السرطان هو الأكثر معاناة داخل البلاد وذلك بسبب تداخل وضع اليمن مع أزمة حرب طويلة واقتصاد متدهور شكل عبئًا كبيرًا على المرضى، حيث يجدون صعوبة في الوصول إلى مراكز الأورام لتلقي العلاج، مع انتشار بعض الأمراض المعدية أخيرًا، مثل كورونا والكوليرا وغيرهما.
- إحصاءات
وفقًا للتقارير العالمية المعتمدة على تقارير مراكز الأورام اليمنية فإن نسبة الإصابة السنوية بالسرطان تقدر بـ17 ألف شخص. وأكثر الأورام انتشارًا هي سرطانات الثدي والقولون والدم والمعدة والمريء والكبد والرئة والغدد الليمفاوية، في حين يؤكد متخصصون أن الأورام والسرطانات ارتفعت بنسبة 50 % عما كانت عليه قبل الحرب.
في حديثها إلى "اندبندنت عربية" تقول المسؤولة الإعلامية في مركز الأمل للأورام تعز (مركز خيري تابع للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان تعز) امتياز الزبير، إن السرطان اجتمع مع الحرب في اليمن، وهو في تزايد مستمر ليس فقط في تعز.
- إصابات جديدة
وفي مؤشر إلى تزايد حالات الإصابة بالسرطان في المدينة المعروفة بقلب اليمن الثقافي النابض، أكدت المتحدثة أن حالات الإصابة الجديدة منذ مطلع العام الحالي وحتى سبتمبر الماضي المسجلة لدى مركز الأمل للأورام تعز بلغت (1158) مصابًا من (12) محافظة منها (1005) من داخل محافظة تعز، من بينهم (187) حالة إصابة بسرطان الثدي.
وأضافت أن المترددين هذا العام بلغ (58159) حالة، وأن مركز الأمل الخيري للأورام تعز، استقبل منذ عام 2008 حتى سبتمبر الماضي (13029) مريضًا من بينهم (1988) حالة إصابة بسرطان الثدي.
وفي وقت سابق أعلنت السلطات الصحية في تعز عن تشخيص ورصد (910) حالات سرطان منذ مطلع العام الحالي.
- العلاج في الخارج
غادر الشاب صلاح صادق رسام (37 سنة)، وهو معلم من قرية النجارين بفرع العدين في محافظة إب اليمنية إلى الهند، لإجراء عملية استئصال لسرطان اللثة بعد أن نصحه الأطباء بالعلاج في مركز متخصص خارج البلاد.
- مشاريع مستقبلية لمرضى السرطان
وفي سياق الكفاح المرير لبعض المؤسسات المحلية والدولية للتخفيف من معاناة مرضى السرطان في اليمن، ذكر مدير المركز الوطني للأورام عدن أن "العمل بدأ في مشروعي مراكز الأورام في المكلا وتعز، في حين يتم التحضير لبناء مركز للأورام في عدن، بدعم سعودي ينفذه (البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)".
وبخصوص العلاج الإشعاعي أضاف المتحدث أن المركز الوطني للأورام صنعاء كان قبل الحرب يغطي جزءًا من العلاج الإشعاعي ويقوم المرضى بإكمال العلاج خارج البلاد، أما في الوقت الراهن، فيسهم مركز العرب للعلاج الإشعاعي، بالمكلا، في تقديم العلاج مجاناً لمرضى السرطان.
"اندبندنت عربية "