> صالح حسين الفردي:
يوم السبت الثاني من نوفمبر، انطوت اثنان وعشرون عامًا على رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – يرحمه الله - وفي حياة الشعوب والأمم -عبر التاريخ -عظماء يصنعون مجدها التليد، ويجسدون روحها الخالدة، التي يستعيدونها في كل محطات الحياة، ويرسون بها في مرافئ الأيام، فتغدو سيرتهم ومسيرتهم، لهذه الشخصيات العابرة للسنين والراسخة كالجبال، في الذاكرة المجتمعية والوطنية والإنسانية، هي الأحلام الوطنية والآمال الكونية لراهن الأجيال ومستقبلهم.
هذه الانطلاقة لدولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولم تزل هي النواة العميقة لأول اتحاد عربي قوي ومتين وراسخ ومستمر، أسس شيخ الإمارات وحكيم العرب لبناء دولة فيدرالية حديثة أساسها العدل والمساواة وقوامها البناء التكاملي بين مكوناتها الاتحادية كافة.
* كاتب وإعلامي وناقد فنّي: حضرموت – المكلا.
- زايد في موكب العظماء
- العين بذرة الإمارات
- زايد وأول اتحاد عربي قوي ومتين وراسخ
في الثاني من ديسمبر من العام 1971م، وحّد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمعية الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة، وأرسى قواعد العمل المؤسسي لدولة عربية تهفو إلى المستحيل وعينها على الممكن وقلبها عن الواقع وحلمها بالمستقبل لا يغيب، وهو ما جعل هذه البدايات أكثر حيوية وتنوعًا، وأسهم بفطنته وحكمته وعميق رؤيته وحرصه على بناء دولة ذات حضور - عربيًا وإسلاميًّا ودوليًّا - في رسم الخطط الملحّة ووضع الاستراتيجيات المستقبلية، فكان - يرحمه الله - القائد الملهم والحكيم العربي الذي لم يتوانَ طيلة سنوات حكمه في بث روح العمل والجدّية في المواقف والحرص على استغلال الوقت وعدم الانشغال بسفاسف الأمور، والسعي المستمر من أجل بناء وتشييد وترسيخ إمارات العز ماضيًّا وحاضرًا ومستقبلًا.
- الشيخ زايد وملامح الوطن
- زايد نبض الخليج العربي
- زايد عمق عربي وإسلامي
- زايد رحيل نبيل وتاريخ مجيد
في التاسع عشر من رمضان 1425هـ، الموافق: الثاني من نوفمبر من العام 2004م، صعدت روح الشيخ زايد إلى بارئها - يرحمه الله، فتولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي، وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسًا للدولة في الثالث من نوفمبر من العام 2004م، حتى رحيله في (13 مايو 2022م) - يرحمه الله - ليخلفه أخوه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتستمر نهضة المؤسس الرائد الأب الحكيم زايد الذي ستظل إنجازاته التاريخية ساطعة في صفحات المجد والخلود، وستبقى مسيرة حياته ومآثره لموطنه الإمارات والأمّة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء نبراسًا يضيء فضاء الكون، وينثر عبير الانتماء لرجل كان ديدنه النماء حيثما حطّ ورحل وحلّ، مقدمًا للبشرية نموذجًا من الزعماء الذين اندمج مع أفراد شعبه، وتماهى مع أمنيات وأحلام شبابه، فجسّدت بساطته في العيش وتواضعه في الحياة دروسًا أكثر عمقًا وتراثًا أخلاقيًا يستمدّه اليوم ويترجمه واقعًا أبناؤه الشيوخ الكرام، وينسجون من تلك الملامح في خطاهم وخططهم تلك العبقرية الخالدة، فعشرون عامًا على الرحيل، أظهرت بجلاء ونقاء أن سيرة ومسيرة زايد الخير، هي أمس الإمارات المجيد، وحاضرها المشرق اليوم، ومستقبلها الواعد في كل غد.