> "الأيام" غرفة الأخبار:

بعد جولات متعددة لمرشحي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية يأتي فوز "دونالد ترامب" على كاميلا هارس مدويا.

ومن المتوقع أن تؤول الأحداث في المنطقة إلى تغييرات في مشهد السياسة الأمريكية بعد عودة ترامب إلى سدة البيت الأبيض، وهو الذي يتميز بتصريحاته النارية ضد إيران ومن ورائها جماعة الحوثي.

بحسب تقرير نشره موقع "بلقيس" أمس، فإن سياسة بايدن في اليمن حددت مسار الكثير من تصرفات أمريكا داخل الشرق الأوسط، خلال السنوات الأربع الماضية، ما يجعل الجميع يترقب كيف ستتعامل الإدارة المقبلة مع الحوثيين، ومع الحرب بشكل كلي، وما أولوية الإدارة الأمريكية الجديدة بالنسبة للملف اليمني؟

يقول الصحفي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، مراد العريفي: "بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، كثير من الأمور ستتغيّر على اعتبار أن ترامب لديه مقاربة مختلفة في النظر إلى الأزمة اليمنية، خصوصًا أنه في آخر عهده صنَّف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية شديدة الخطورة".

وأضاف: "إضافة إلى ذلك، أنه شن عمليات عسكرية على تنظيم القاعدة في اليمن في 2016، وكانت واحدة من العمليات الجريئة هي العملية العسكرية في البيضاء، والكثير من التفاصيل، وكذلك دعمه المملكة العربية السعودية في حربها، خلال السنوات الماضية، من خلال الدعم العسكري".

وتابع: "كانت إدارة بايدن تحاول أن تكون منفصلة تماما عن سياسة ترامب، التي سبقتها، على اعتبار أنها كانت تريد إنهاء الحرب في اليمن، بينما كانت تريد أن تنظر أيضا لجماعة الحوثيين بأنها جماعة يمكن أن يكون لها حضور فيما بعد الحرب".

وزاد: "أعتقد أن ترامب لديه مقاربة مختلفة على اعتبار أنه صرح مرارا بأن أمريكا لن تكون شرطي أمن في العالم، وبالنظر إلى هذه المقاربة، التي ينظر لها في الإقليم واليمن بالتحديد، أعتقد أنه سيكون لديه إما أن يهاجم جماعة الحوثيين بشدة إذا ما هددت هذه الجماعة المصالح الأمريكية في حال من الأحوال، أو سيترك الأمر على اعتبار أن هذه حرب أهلية يمنية إقليمية شديدة التعقيد ليس لدى الولايات المتحدة أي تدخل كبير أكثر من أنها لطخت سمعتها الدولية".

وأضاف: "اعتقد أن ترامب سيكون لديه هذه المقاربة إذا ما هاجمت جماعة الحوثي المصالح الأمريكية في المنطقة، فأعتقد أنه سيشن هجمات شديدة الضراوة عليها".

بدوره، يقول الأكاديمي والباحث السياسي، د. عادل دشيلة: "الإدارة الأمريكية الجديدة بكل تأكيد تختلف جذريًّا عن الإدارة السابقة، وهناك تحوّل واضح لهذه الإدارة الجديدة، سواء على مستوى السياسة الداخلية في الولايات المتحدة، بحسب ما تابعنا وسائل الإعلام الأمريكية".

وأضاف: "إذا تابعنا وجهة نظر الرئيس الجديد حول القضايا الإقليمية، أو حول قضايا الشرق الأوسط، لن تقوم بشن عمليات عسكرية على جماعة الحوثي بشكل مباشر، كما يتوقع البعض، لسبب بسيط، لأن المملكة العربية السعودية لا تريد الدخول في حرب أخرى في اليمن، وتريد حلًّا سياسيًّا للأزمة اليمنية".

وتابع: "السعودية تريد أن يكون هناك حل سياسي يحافظ على مصالح المملكة، وبكل تأكيد سيكون للسعودية القدرة على التعامل مع الإدارة الأمريكية الحالية".

وأردف: "طالما وجماعة الحوثي تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، وفي البحر الأحمر، فسترد أمريكا مباشرة، أنا أتحدث عن الحرب في اليمن عن الحرب الداخلية، فالإدارة الأمريكية لا يمكن أن تدعم الحكومة اليمنية بشكل منفرد عن السعودية إذا لم يكن هناك خطة سعودية محكمة لكيفيه الدخول في عملية عسكرية أو سياسية".

وزاد: "لهذا، السعوديون لا يوجد لديهم توجه في خوض المعركة مع جماعة الحوثي، مطلقًا، إنما يوجد توجه لإيجاد حل سياسي".