تستمر إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية مركزة تستهدف البنية التحتية والمقدرات العسكرية السورية، مبررة ذلك بمنع استحواذ المنظمات الموالية لإيران عليها واستخدامها ضد إسرائيل. هذه الضربات ليست فقط تحييدًا عسكريًا، لكنها أيضًا خطوة استراتيجية تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، لا سيما بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ ضمن المنطقة العازلة على الحدود السورية الإسرائيلية.
  • المشهد الداخلي السوري: فصائل مكبّلة وتحولات مريبة
رغم سيطرة الفصائل المسلحة على مساحات واسعة من سوريا، فإنها تبدو غير قادرة على التحرك أو اتخاذ أي مبادرات ذات تأثير استراتيجي. هذا الجمود يعكس وجود تفاهمات إقليمية ودولية تحد من قدرتها على المناورة خوفًا من فقدان مكاسبها الميدانية. المشهد يؤكد أن الداخل السوري أصبح ساحة لتصفية الحسابات بين قوى خارجية، بينما تقف القوى المحلية عاجزة عن فرض إرادتها الوطنية.
  • إسرائيل: بين المحاكمات الداخلية والرسائل الدولية
في سياق متصل، يُلاحظ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخضع لمحاكمة داخلية تتعلق بتهم فساد، مما دفعه للظهور في جلسات المحاكمة لإثبات خضوعه للقضاء الداخلي في إسرائيل. هذا الظهور ليس مجرد استحقاق قانوني، بل هو رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي، وخاصة المحكمة الجنائية الدولية، مفادها أن إسرائيل تلتزم بسيادة القانون داخليًا، وهو ما يعزز من موقفها في مواجهة أي اتهامات دولية مستقبلية.
  • سوريا بين المطرقة والسندان
الوضع السوري اليوم يتسم بتعقيد كبير، حيث أصبحت البلاد ميدانًا للتجاذبات الإقليمية والدولية، مع غياب واضح للدور الوطني الجامع. استمرار الضربات الإسرائيلية، وتراجع قدرة الفصائل المسلحة، وغياب الدولة المركزية، كلها عوامل تدفع بسوريا نحو المزيد من التدهور والفوضى.
  • الخلاصة
تحييد سوريا عسكريًا وسياسيًا ليس مجرد صدفة، بل هو مخطط مدروس يعيد تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط. أما الشعب السوري، فهو يدفع الثمن الأكبر من هذا الصراع، مع غياب رؤية وطنية قادرة على الخروج بالبلاد من هذا المأزق.