> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:
رئيسة النقابة التربوية بالتواهي: البعض وجَّه سهام النقد للمعلم بدلاً من الحكومة




واختتمت رئيسة نقابة معلمي التواهي حديثها بأن السبيل لنيل الحقوق من الحكومة إذا لم ينجح الإضراب التصعيد من خلال الاعتصام، ومن ثم العصيان المدني، وذلك حتى تفي الحكومة بالتزاماتها وَتُسلِّـم الرواتب في وقتها وتلبي جميع حقوق المعلم وترفع الأجور بما يتناسب مع الوضع الحالي.
> قالت لـ "الأيام" رئيسة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في مديرية التواهي النقابية هناء صالح محمد الذيباني، "إن المعلم وصل به الحال إلى أن (يشحت) وقد رأيت ذلك بأم عيني، وأصبح يتحدث بلغة البطون وليس بلغة العقول".
وأضافت الذيباني أن المعلم أصبح يعيش في وضع يُرثى له جراء تأخر صرف راتبه، كما أن راتبه لم يعد يفي بمتطلبات الحياة من مأكل ومشرب ودواء وإيجار، مردفًة أن المعلم لم يعد يستطع القيام بدوره وهو يعيش وضعًا معيشيًا صعبًا ولا يمتلك ثمن الطعام وأبنائه يتضورون جوعاً.

وأوضحت هناء الذيباني أن راتب التربوي لم يعد يفي بالغرض، ومع ذلك لا يجد المعلم مرتبه الشهري لمدة شهرين متواصلين، مبينًة أن المعلم لجأ إلى الإضراب بسبب ضيق العيش والحاجة الماسة لأبسط حق من حقوقه، والذي لم يعد يفي بالغرض، إضافةً إلى أن المُـدرِّس يعيش بدون ضمان صحي ولا اجتماعي ولم تصرف له طبيعة عمل.
وتساءلت التربوية هناء صالح قائلًة "كيف بالله عليكم تريدون هذا المعلم أن يعيش في ظل هذه الظروف الصعبة وبدون راتب وهو صاحب المهنة الشريفة والرسالة الخالدة والتي يحق لها أن تكون في الصدارة؟"، مضيفًة أن المعلم يعيش وضعًا سيئًا سواءًا أكان من الناحية المادية أو الاجتماعية أو الصحية أو النفسية بسبب ما يعانيه في مجال عمله وذلك نتيجًة لانقطاع شريان حياته، فالمعلم هو الشمعة التي تضيء حياة الأمم وهو النور الباقي الذي لا يفنى.

وأبدت التربوية المسؤولة عن نقابة التواهي استغرابها من الهجمة الشرسة على المعلم عندما قام بالإضراب لمنحه حقه القانوني، حيث اجتاحت موجة انتقادات عنيفة ضده من المجتمع زاعمين أن المعلم يساهم بتجهيل الجيل، فهؤلاء كان الأجدر بهم أن يوجهوا ألسنة النقد للحكومة التي جوَّعت التربوي وجعلته يعيش حياة العوز والفقر، فهل هكذا يُـجازى معلم الأجيال بدلاً من مساندته والوقوف إلى جانبه؟
وبخصوص اللجوء إلى وسيلة الإضراب تحديدًا أوضحت التربوية هناء الذيباني أن التوقف عن العمل هي رسالة من التربويين للتعبير عن حالة عدم الرضا عن الوضع الحالي، وهو حقٌّ مشروع كفله الدستور لنيل الحقوق من أجل الضغط على الحكومة للقيام بواجبها تجاه المعلم، فالمعلم وصل إلى وضع سيء جداً.

وتحدثت النقابية الذيباني حول التأثيرات الكبيرة للإضراب على العملية التعليمية، حيث أشارت إلى أنها تؤدي لتعطيل الدراسة وتوقف شرح الدروس للتلاميذ، وإيقاف النشاطات، وتعثر سير الفصل الدراسي، وهذا يعود سلباً على تأخر الطلاب في استنهاج المقرر المدرسي، والذي بدوره يقود إلى تدني المستوى التعليمي للطلاب، كما أن الإضراب يؤثر على نفسية الطلاب من خلال عدم استقراره في عملية التحصيل العلمي، فالإضراب يُـحْـدِث تأثير نفسي واجتماعي على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، مستدركًة أن هذا كله تتحمله الحكومة لعدم إيفائها بحقوق المعلم.

وحول مطالب نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في مديرية التواهي قالت النقابية هناء صالح محمد "نحن المعلمون نطالب الحكومة بصرف الرواتب نهاية كل شهر، وهيكلة الأجور، واعتماد العلاوة السنوية، وصرف طبيعة العمل، وتوظيف المتعاقدين، ومنح التأمين الصحي"، مبينًة أنه مالم تتحقق تلك النقاط المذكورة فالحكومة مسؤولة عن تدهور حال المعلم وانهيار العملية التعليمية.