> الرياض "الأيام":

​أعلنت المملكة العربية السعودية الأحد استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول بعد أكثر من ثلاث سنوات على سحب دبلوماسييها من هذا البلد في خضم فوضى رافقت وصول حركة طالبان للحكم.

وجاء في بيان لسفارة المملكة في كابول على منصة اكس أنّه "انطلاقا من حرص حكومة المملكة العربية السعودية على تقديم كافة الخدمات للشعب الأفغاني الشقيق، تقرر استئناف بعثة المملكة العربية السعودية في كابول لأعمالها اعتبارا من تاريخ 22/12/2024".

ويأتي هذا التطور في أعقاب الاجتماع الثالث حول أفغانستان الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة في يوليو الماضي، حيث عاد سفير السعودية لدى أفغانستان، فيصل بن طلاق البقمي، إلى كابول، والتقى بوزير خارجية طالبان أمير خان متقي في 11 يوليو.

وأعلنت وزارة الخارجية في حركة طالبان حينها في بيان أن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية، مؤكدين على أهمية توسيع العلاقات.

وقال البيان إن "الاجتماع ركز على المناقشات المعمقة بشأن العلاقات الثنائية بين أفغانستان والمملكة العربية السعودية والتقدم المحرز في مختلف المجالات في أفغانستان"، وأضاف أن "متقى أعرب عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية خلال فترة تولي فيصل البقمي لمنصبه".

وبحسب بيان طالبان، أكد السفير السعودي على العلاقات التاريخية والعميقة بين البلدين، معربا عن نية بلاده تسريع وتعزيز العلاقات مع أفغانستان.

وجاء في البيان "أشاد البقمي بجهود إمارة أفغانستان الإسلامية على وجه الخصوص في تعزيز الأمن ومكافحة المخدرات، وأكد التزامه بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى الأفغان والعمل في مجالات أخرى أيضًا".

وكانت السعودية أعلنت في 15 أغسطس 2021 سحبت دبلوماسييها من كابول بسبب "الأوضاع غير المستقرة" التي رافقت سيطرة حركة طالبان على الحكم.

وفي نوفمبر 2021، أعلنت السعودية استئناف الخدمات القنصلية في كابول "لتقديم كافة الخدمات القنصلية للشعب الأفغاني الشقيق".

وتعود جذور العلاقات السعودية - الأفغانية التاريخية إلى عام 1932، حيث كانت المملكة أول دولة إسلامية بادرت لنجدة الشعب الأفغاني في محنه.

وقدّمت السعودية خلال السنوات الماضية عشرات المشاريع بأفغانستان، شملت عدة قطاعات إنسانية وصحية وتعليمية، والمياه والأمن الغذائي، وشاركت في جميع المؤتمرات الدولية للمانحين. وتؤكد دائماً مواقفها الداعية إلى أهمية أن تنعم أفغانستان بالأمن والاستقرار، ودعم الاقتصاد، وإعادة التنمية وإعمار ما دمرته الحرب.

وخلال السنوات القليلة الماضية، قدّم مركز الملك سلمان الحكومي للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إنسانية متنوعة في أرجاء افغانستان.

ومطلع ديسمبر الجاري، وقّع المركز برنامجاً مشتركاً مع البنك الإسلامي للتنمية لاستئصال مرض شلل الأطفال في أفغانستان، ضمن مساعي الحد من تبعاته البليغة على الأفراد والمجتمعات، والتوعية بما يسببه من آثار صحية خطيرة.

وسيجري بموجب الاتفاقية تمويل حكومة أفغانستان من خلال البنك للقضاء على مرض شلل الأطفال، حيث سيساهم المركز بمليون دولار أميركي سنوياً على مدار ثلاث سنوات، بينما تساهم مؤسسة بيل وميليندا غيتس بـ15 مليون دولار.

ولم تعترف أغلب الدول رسميا بحكومة طالبان منذ عودتها إلى الحكم عقب الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس 2021، لكنها تنظر إليها باعتبارها السلطة الحاكمة بحكم الأمر الواقع.

وكانت السعودية من بين ثلاث دول اعترفت بنظام طالبان خلال فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001، إلى جانب الإمارات وباكستان.

بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، أبقت المملكة العربية السعودية، مثل العديد من البلدان الأخرى في المنطقة، سفارتها مفتوحة في كابول. ومع ذلك، أغلقت البلاد سفارتها في فبراير 2023 بسبب التهديدات الأمنية.

وبحسب صحيفة التايمز الأميركية، فإن الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان يخطط لمهاجمة السفارة السعودية في كابول بسيارة مفخخة. كما ذكرت وكالة رويترز أن الدبلوماسيين السعوديين غادروا وانتقلوا إلى باكستان "بسبب تحذيرات من ارتفاع مخاطر الهجمات في العاصمة الأفغانية كابول".

لكن حركة طالبان قالت في ذلك الوقت إن الرياض استدعت دبلوماسييها لأغراض التدريب وأنهم سيعودون.