قرأت من ساعات مضت ما كتب عن احتفالات الحلف والعرض العسكري وتوافد آلاف من رجال حضرموت بمختلف قبائلهم للمشاركة في الاحتفال يوم 20 ديسمبر اليوم الوطني الحادي عشر لحضرموت كما أقره لمؤتمر الجامع قبل سنوات، شاهدنا الحشود والعربات والرجال، استمعنا إلى الكلمات التي ألقيت في صبيحة ذلك اليوم والكل كان متفقا ممن تحدث عن حقوق حضرموت وتجاهل الرئاسي عن مطالب الحلف الحضرمي، حتى تطور الأمر من قيادة الحلف المطالبة بالحكم الذاتي لحضرموت بحدودها التاريخية سنة 1967، ومزيد من التصعيد.

كل الكلمات التي ألقيت لم نسمع أو نقرأ أي إساءة فيها لأي كان في السلطة أو خارجها أو مكونات أو أشخاص معينين من حضرموت أو خارجها.

وعند قراءتنا المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من الحضارم نقرأ كلمات غير مناسبة لا تصدر من عقلاء أو حضارم ينتمون إلى الأرض وتاريخها عبر العصور التاريخية، الحضارم أهل دين ومذهب معتدل وكلمة سوية وأهل خير ويسعون دوما للإصلاح بين الناس ويبتعدون عن القيل والقال والكلام الذي لا ينفع ولا يؤثر.

كثير من المقالات أكثرها اتهامات لقيادات الحلف وأشخاص معنيين، أنا هنا لا أدافع عن شخص ما أو غير ذلك، لكنني ابن حضرموت تربيت وتشبعت بثقافة الحضارم وأخلاقهم وتعاملهم مع الآخرين ولو كانوا في خلاف معهم سياسيا أو اجتماعيا أو دينيا فالإساءة بعيدة تماما.

هؤلاء الأشخاص أحتفظ بأسمائهم والبعض لم يكتب اسمه، لماذا كل هذه الإساءة والكلمات النائبة لشخص ما في الحلف؟ ألا يعتقد من يكتب أن شعرة معاوية يريد قطعها إلى الأبد؟ ألا يعتقد من يسيء لقائد أو مواطن أو زعيم من أبناء بلده حضرموت أنه لن يلتقي به في يوما ما ويجلس معه على طاولة واحدة؟

أعتقد أن هذا غير مقبول من أي شخص ولا نريد نخسر بعضنا البعص، كلنا في بلد واحد والكل يعرف بعضا وقد يلتقون في أكثر من موقع ولا بد أن تكون هناك قواسم مشتركة، لكن التوغل في الخصومة مهما يكون في غير محله لا يجوز مطلقا، وهذا يزيد من الضغينة بينا نحن الحضارم والمستفيد بكل صراحة هم أعداء حضرموت، ويكثرون من صب الزيت على النار والخاسر الوحيد المجتمع الحضرمي بكل مكوناته.

من حق كل شخص حضرمي أن ينتمي لأي مكون سياسي أو اجتماعي يراه مناسبا له ومقتنعا بما فيه من وثائق، ولكن لا ننسى أن حضرموت بلده ووطنه.. حضرموت وشعبها الذي ظلم فترة أكثر من نصف قرن، حضرموت تملك كل مقومات الدولة وشعبها يتضور جوعا وفاقه العوز والمرض والقهر، بينما ثلة يتمتعون بخيرات حضرموت دون غيرهم.

مقالي هذا لا يستهدف أحدا بعينه ولكني أرى نفسي ناصحا لكل أبناء بلدي، وأن التسريبات والإشاعات والكلام الجارح لا داعي له بل يزيد من الانشقاق والفرقة وضياع حقوق حضرموت.

هل كان من العيب أن يتحدث الحلف الحضرمي والجامع عن الحكم الذاتي ومطالب حضرموت، والذي نقول يحل مما نحن فيه من وضع مزرٍ وتدهور اقتصادي وخدمات معيشية وانهيار الرواتب.

احتفالات الحلف في هذا الوقت مناسبة لتذكير الآخرين بأن الحضارم موجودون متحدون على كلمة رجل واحد لتحقيق حقوق ومطالب حضرموت المعلنة.

هذه رسالة للأشقاء في التحالف العربي المملكة السعودية والإمارات العربية في التدخل لحل جملة الأوضاع المتردية في حضرموت والإسهام المباشر في تحقيق مطالب الحضارم وهم قادرون على تقديم المزيد لهذا الشعب في ظل حكومات في البلاد لم تنجح في حلحلة المشاكل بل الفشل حليفها.