> «الأيام» رواها 360:

في زمن تسيطر فيه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على حياة الكثيرين، يبرز "رجل الكهف" عبدالله السالم علاوي كحالة استثنائية.

ظهور عبدالله علاوي المستمر في الإعلام والانترنت، مرتديًا المعوز اليمني يغطي الأجزاء السفلية من جسده، عاري الصدر، وحول عنقه عقد بحري "من صدف البحر" مصنوع يدويا، إلى جانب سحر الجزيرة وتنوع معالمها البيولوجية، دفع الكثير من اليمنيين والسياح الأجانب والمؤثرين لخوض مغامرة الوصول إلى الجزيرة رغم التحديات.

هذا الرجل الستيني، الذي يعيش حياة بدائية في كهف بسيط بجزيرة سقطرى، أصبح رمزًا سياحيًا عالميًا وصاحب رواج افتراضي واسع، دون أن يكون له أدنى اهتمام بالميديا أو الإعلام. صوره مع السياح، خاصة الأجانب، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، وحظيت بتفاعل كبير، ليصبح علاوي، رغم عزوفه عن الحداثة، أحد أبرز رموز الترويج للسياحة في اليمن.

يقول علاية، قبل 50 سنة، أي في سبعينيات القرن الماضي كان معظم سكان الجزيرة يعيشون في الكهوف، لكن الوضع تغير بعد ذلك واتجه الناس نحو بناء المنازل بدلاً من العيش في فتحات الجبال والمغارات.

عبدالله السالم علاوي، الملقب بـ "رجل الكهف"، يعيش في كهف بمنطقة ديطوح غرب جزيرة سقطرى، إحدى أجمل الجزر في العالم. على مدار عقود، حافظ علاوي على نمط حياة بدائي قائم على البساطة والانسجام مع الطبيعة، ليصبح وجهة سياحية بحد ذاته.

يضيف "تحضر السكان لكني بقيت في الكهف، كبرت فيه وترعرعت مع الطبيعة والحيوانات والأسماك والسلاحف والأحياء البحرية، وأصبحت كأصدقائي المقربين. أما الطعام فكنا نأكل التمر ونصطاد الأسماك والقواقع والمحار والأحياء البحرية من البحيرة، ونحتفظ بحبوب الذرة ونطبخها، ولم تكن المواد الغذائية متوفرة، ولا يوجد دقيق ولا سكر ولا أرز، كما هي حالنا الآن".

يستقبل السياح من مختلف دول العالم في كهفه، ويقدم لهم تجربة فريدة تشمل الضيافة اليمنية التقليدية، مثل إعداد وجبات بحرية طازجة وشاي الفحم. إلى جانب ذلك، يسرد عليهم قصصًا وأساطير من تاريخ الجزيرة، ما يضفي على زيارتهم طابعًا ثقافيًا فريدًا.

يتقن رجل الكهف اللغة العربية واكتسب إلى جانبها بعض اللغات الأجنبية بفعل احتكاكه المستمر بالسياح الوافدين "في كل شهر كنت أصطاد كلمتين أو ثلاثاً من أفواههم وأحتفظ بها في ذاكرتي، وعندما أصادف سياحاً من الدولة نفسها أتكلم معهم بالكلمات نفسها فيتعجبون"، مضيفاً "أتحدث الإنجليزية بطلاقة أما الروسية والإيطالية والبولندية فأحفظ قليلاً من مفرداتها".

بابتسامة يقول "في البداية كانوا يضحكون، والآن أقص على من يأتي لزيارتي بعض المواقف المرحة التي تعرضت لها في بداية احتكاكي بالأجانب فيضحكون أيضاً".
  • تجاوز عقبات الوصول إلى سقطرى ورجل الكهف
رغم الأزمات الأمنية والاقتصادية التي خلفتها الحرب منذ عام 2014، والتي ضاعفت العقبات أمام اليمنيين والأجانب للوصول إلى جزيرة سقطرى، المصنفة من قبل اليونسكو كواحدة من أهم مواقع التراث العالمي، فإن رجل الكهف استطاع، بطريقته البسيطة، أن يتجاوز تلك القيود ويجذب الاهتمام العالمي.
  • رجل الكهف في الذاكرة الإعلامية
رجل الكهف ليس جديدًا على الشهرة؛ فقد ظهر لأول مرة على غلاف مجلة "العربي" في أغسطس 1971 تحت عنوان "رجل من سقطرى كأنه الإنسان الأول". منذ ذلك الحين ظل محافظًا على نمط حياته البدائي، وأصبح الكهف الذي يعيش فيه وجهة سياحية أساسية في الجزيرة.

اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، لا يزال عبدالله علاوي يحتفظ بسحره الخاص، حيث يجذب آلاف السياح سنويًا من محبي الطبيعة والحياة البسيطة.
  • انتهاك خصوصية 60 عاما
اعتاد اليمنيون، مثل شعوب كثيرة، تقمص دور الشخصيات التي تحظى برواج عبر إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسمائهم، بهدف جذب المتابعين وإثارة الرأي العام.

عبدالله علاوي، المعروف بـ "رجل الكهف" في جزيرة سقطرى، لم يكن يومًا جزءًا من عالم الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يعيش حياة بدائية استثنائية، لا تعترف بقواعد الحداثة ولا تمنحها أي قيمة. ورغم أنه أصبح رمزًا عالميًا بعد انتشار صوره مع السياح الأجانب، إلا أن خصوصيته لم تسلم من انتهاكات رواد العالم الافتراضي.


وكالعادة، ومع كل شخصية تنال شهرة كبيرة، اتجه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في "فيسبوك"، إلى إنشاء حسابات وهمية تحمل اسم "عبدالله علاوي السقطري" و"رجل الكهف" وغير ذلك، بهدف استغلال شهرته المتزايدة لجذب المتابعين وتحقيق الانتشار السريع.

هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يستخدمون أسماءً مشابهة أو صورًا مأخوذة من لقاءاته مع السياح لخلق حسابات تدّعي تمثيله أو الارتباط به.

هذا الأمر لم يقتصر على تقديم صورة خاطئة عن شخصيته، بل تعداه إلى نشر محتوى لا يمت بصلة إلى طبيعة حياته أو مبادئه التي تتمثل في البساطة والابتعاد عن المظاهر الحديثة.

عبدالله علاوي لم يُظهر أي اهتمام للعالم الرقمي الذي يتسابق على استغلاله ويظل ذلك الرجل الذي يعيش في كهفه غرب سقطرى وسط الطبيعة الساحرة، يستضيف السياح ببساطة، ويقدم لهم أكلات تقليدية، ويروي لهم قصصًا من التراث السقطري الغني.

إن قصة عبدالله علاوي تقدم درسًا حقيقيًا حول قيمة البساطة في عالم أصبح غارقًا في الاستعراض الرقمي. فهي تذكير بأن الشهرة ليست بحاجة إلى حسابات وهمية أو صور مصطنعة، بل يمكن أن تأتي من أسلوب حياة أصيل يتحدث عن نفسه.

في نهاية المطاف، يبقى "رجل الكهف" رمزًا للجزيرة السقطرية وسحرها الطبيعي، في وقت تتصارع فيه أطماع الشهرة الافتراضية مع خصوصيته التي يأمل الكثيرون أن تبقى مصونة.
  • تجاوز عقبات الوصول إلى سقطرى ورجل الكهف
رغم التحديات التي فرضتها الأزمات الأمنية والاقتصادية منذ اندلاع الحرب في 2014، والتي جعلت الوصول إلى سقطرى، المصنفة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، أمرًا معقدًا، فإن سحر الجزيرة وشهرة "رجل الكهف" دفع الكثير من اليمنيين والسياح الأجانب لخوض المغامرة.

ويظهر علاوي في الإعلام والإنترنت، مرتديًا المعوز اليمني التقليدي، عاري الصدر، وحول عنقه عقد بحري مصنوع يدويًا، خلق حالة من الفضول والرغبة لدى الزوار للتعرف على هذا الرجل البسيط الذي يجسد روح الأصالة والبساطة.


رجل الكهف السقطري ليس فقط أيقونة للسياحة في اليمن، بل هو درس في الاحترام والخصوصية وسط عالم افتراضي يطغى عليه السعي وراء الشهرة. إن حالته الفريدة تعكس جمال التفاعل الإنساني القائم على الأصالة، وتُبرز كيف يمكن لشخص بسيط أن يلهم العالم دون الحاجة إلى منصات الإعلام أو السوشيال ميديا.
  • أسلوب حياة يتحول لرمز سياحي
رجل الكهف يمثل اليوم صورة مختلفة لليمن؛ صورة مليئة بالأصالة والإنسانية. في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية، يقدم عبدالله السالم علاوي نموذجًا مشرقًا عن طبيعة اليمن وتراثه.

علاوي ليس مجرد رجل يعيش في كهف، بل هو أيقونة تعكس جمال الحياة البسيطة وقوة التفاعل الإنساني. لقد نجح، دون أن يدرك، في نقل صورة إيجابية عن اليمن إلى العالم، وأصبح رمزًا للسياحة في سقطرى، مقدّمًا تجربة تذكرنا بجمال العودة إلى البدايات.
  • رواج افتراضي دون قصد
رغم انعزاله عن التكنولوجيا ووسائل التواصل، أصبحت صور علاوي مع السياح، خاصة الأجنبيات، مادة جذابة على الإنترنت. ظهوره في صور بجانب سائحات من مختلف دول العالم أشعل منصات التواصل، حيث تنوعت ردود الأفعال بين الإشادة به كرمز للترويج السياحي، وبين التعليقات الفكاهية حول شخصيته وطريقته في التعامل مع ضيوفه.


البعض يرى أن عبدالله علاوي قدم لليمن صورة إيجابية وجذابة تفوق تأثير الحملات الإعلامية التقليدية، مؤكدين أن أفعاله البسيطة نجحت في تسليط الضوء على جزيرة سقطرى كوجهة عالمية.

وبحسب إندبندنت عربية يقول علاية، قبل 50 سنة، أي في سبعينيات القرن الماضي كان معظم سكان الجزيرة يعيشون في الكهوف، لكن الوضع تغير بعد ذلك واتجه الناس نحو بناء المنازل بدلاً من العيش في فتحات الجبال والمغارات.

وفقاً لموقع "حلم أخضر" المتخصص في قضايا البيئة فإنه "يوجد في الأرخبيل 52 كهفاً وعدد من المغارات أبرزها (حوق) شرقا والمصنف كأطول كهف في منطقة الشرق الأوسط، بـ13.5 كيلومتر، ويمكن للسيارة الوصول إلى مغارة "دي جب" في سهل نوجد (جنوب) والتحرك فيها بسهولة ذهاباً وإياباً.

وبحسب إندبندنت عربية، سماها اليونانيون والرومان قديماً "جزيرة السعادة"، وصنفتها صحيفة "نيويورك تايمز" كأجمل جزيرة في العالم عام 2010. تعد أكبر جزيرة عربية، وتقع في الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن، حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وإلى الشرق من القرن الأفريقي، وتبعد بنحو 350 كيلومتراً عن السواحل الجنوبية للبلاد.

ويوثق مصور من سقطرى يدعى عبدالله، جمال الطبيعة الخلابة في عذراء البلاد الفاتنة بقوله "تستثيرك الدهشة وأنت تسافر في كون عجيب غريب فلا تسمع إلا حفيف الأشجار وهزيز الرياح وتغاريد الطيور، أما العين فلا ترى إلا الأفلاج والشطآن والنخل الباسق المتحد اخضراراً بزرقة السماء والرمال الذهبية التي تعزف لحنها للشمس"، بحسب إندبندنت.