> "الأيام" غرفة الأخبار:
تواصل جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) حملة التجنيد القبلية، التي وصل عدد الملتحقين بمعسكرات التدريب الخاصة بها نحو نصف مليون شخص، تستعد من خلالهم الجماعة لمواجهة أي تهديد للاستقرار الداخلي.
وبموازاة ذلك، تتواصل يومياً وقفات قبلية تعلن الاستنفار، في سياق تهديد الجماعة بالتصعيد في مواجهة أي تهديدات تستهدف مناطق سيطرتهم.
وبينما أعلنت “أنصار الله” تنفيذ عملية، الأحد، في العمق الإسرائيلي، يتواصل تنظيم الوقفات القبلية في مناطق سيطرتها بالتوازي مع تنفيذ المناورات العسكرية التدريبية للمجندين الجدد، في سياق ما تقول إنه يأتي استعداداً “لمواجهة أي تصعيد”.
ونظم قبليون في مديرية المنصورية في الحديدة غربي البلاد، الأحد، وقفة مسلحة لإعلان النفير “في مواجهة أعداء اليمن وفلسطين”.
وأكدَّوا، وفق وكالة "سبأ" نسخة صنعاء،، “استمرار الالتحاق في الدورات العسكرية، التي تأتي في إطار جهود ومسارات الحشد والتعبئة العامة لنصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية”.
كما نظم قبليون في وادي علاق كليب في مديرية سحار في محافظة صعدة شمالي البلاد، الأحد، وقفة قبلية مسلحة “نصرة لغزة وإعلاناً للنفير العام والجهوزية لمواجهة وتحدي العدو الصهيوني، تخللها عرض شعبي لقوات التعبئة العامة بالمنطقة”.
وفق المصدر عينه، “يأتي ذلك في سياق التعبئة العامة وإعداد العدة لأي تحديات أو مخاطر أو عدوان يستهدف الوطن وجبهته الداخلية”. “وندد المشاركون في الوقفة بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء في غزة”.
وتتواتر هذه الوقفات والعروض والمناورات العسكرية القبلية في مناطق سيطرة الجماعة بشكل يومي في الآونة الأخيرة، في سياق الاستعداد لمواجهة ما تصفها بـ”التهديدات”.
وأوضح مصدر سياسي في صنعاء، لـ”القدس العربي”، طلب حجب هويته، أن الجماعة ما زالت تمتلك في جعبتها عدداً من المفاجآت، التي تجعلها في موقف تتصدر، من خلاله، مواجهة إسرائيل، وقبلها هي في مواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال: “لا أستبعد أن تكون هناك مفاجآت في الأيام القليلة المقبلة على مستوى الكشف عن صواريخ جديدة بالتوازي مع تصعيد وتوسيع دائرة الهجمات في العمق الإسرائيلي”.
وذكر المصدر أن ذلك يأتي بالتوازي مع تحركات في مسقط لاستئناف المفاوضات السياسية بين طرفي الصراع، في ظل تراجع حدة الرفض الأمريكي لاستئناف المفاوضات مع قرب انتهاء فترة ولاية الرئيس بايدن.
- محطة كهرباء «أوروت رابين»
في السياق، أعلنت الجماعة، الأحد، استهدافهم محطة كهرباء “أوروت رابين” جنوبي منطقة حيفا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي.
وأوضح المتحدث العسكري للجماعة، العميد يحيى سريع، أن قواتهم “نفذت عملية عسكرية استهدفت محطة الكهرباء (أوروت رابين) التابعة للعدو الإسرائيلي جنوبي منطقة حيفا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2″، مؤكداً أن العملية حققت هدفها بنجاح.
وأشار إلى أن “العمليات العسكرية الإسنادية للمجاهدين في غزة ستستمر بالتزامن مع التطوير المستمر للقدرات العسكرية حتى تلبي متطلبات المرحلة، وتستجيب لظروفها وأهدافها، وعلى رأسها إجبار العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه على قطاع غزة ورفع الحصار عنه”.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إفيخاي أدرعي، قد قال إنه تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي.
ونقلت القناة عن مراسلها “إن العدوان الأمريكي البريطاني شن 3 غارات شرق مدينة صعدة”.
وكان التحالف قد شن، الثلاثاء الفائت، 10 غارات على مجمع 22 مايو في مديرية الثورة وغارتين على مجمع العرضي في مديرية الصافية في العاصمة صنعاء.
فيما كانت إسرائيل قد شنت، الخميس، الموافق 26 ديسمبر سلسلة غارات جوية على مطار صنعاء الدولي ومحطة كهرباء حزيز في صنعاء، كما شنت غارات جوية على محطة رأس كتيب الكهربائية وميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحُديدة.
ومنذ تلك الغارات الإسرائيلية بدأ الحوثيون باستهداف محطات كهرباء إسرائيلية في ثلاث عمليات، بما فيها العملية الأخيرة، بينما كانت الأولى بتاريخ 31 ديسمبر استهدفوا فيها محطة كهرباء جنوبي القدس المحتلة بصاروخ باليستي نوع ذو الفقار، واستهدفوا في العملية الثانية بتاريخ 3 يناير محطة كهرباء شرقي منطقة يافا تل أبيب المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين 2، وفق بياناتهم.
وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قال في خطاب له الخميس إن “العدوان الإسرائيلي عصر الخميس قبل الماضي على بلدنا استهدف بـ22 غارة عدداً من المنشآت المدنية، ونتج عنه ارتقاء 7 شهداء وإصابة 37 آخرين”.
- تدخل عاجل
وفي هذا السياق، حذر مركز أبحاث يمني من خطورة استمرار استهداف البنية التحتية الحيوية في اليمن، “وذلك عقب الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل يوم الخميس 26 ديسمبر الماضي، والتي طالت مطار صنعاء الدولي ومحطات كهرباء وموانئ رئيسية”.
واستهدفت إسرائيل بتاريخ 20 يوليو خزانات النفط في ميناء الحديدة ومحطة كهرباء، فيما استهدفت بتاريخ 29 سبتمبر ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتي كهرباء الحالي ورأس كثيب بالحديدة، واستهدفت في 19 ديسمبر محطتي طاقة مركزيتين، في أول عدوان إسرائيلي على العاصمة اليمنية، وميناءي الحُديدة والصليف ومنشأة رأس عيسى النفطية غربي البلاد، واستهدفت في 26 ديسمبر مطار صنعاء ومحطة كهرباء حزيز في العاصمة، وميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطة رأس كثيب بالحديدة.
وأكدَّ تقرير صادر عن مركز المخا للدراسات، ومقره إسطنبول، “أن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الذي قال في مقابلة تلفزيونية: “نحن لا نزال في البداية”، تعكس نية واضحة لاستمرار العمليات العسكرية في اليمن، ما يضع البنية التحتية الهشة للبلاد أمام خطر متزايد”. وقال “إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار تصعيد مستمر استهدف خلال العام الجاري منشآت حيوية عدة، من بينها محطة كهرباء رأس كثيب وخزانات الوقود في ميناء الحديدة، مما تسبب في خسائر تجاوزت 20 مليون دولار وألحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية”.
وحذر المركز من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى تدمير شبه كامل لما تبقى من المرافق الحيوية في اليمن، والتي تعاني بالفعل من ضعف وتدهور جراء الحرب الدائرة منذ عام 2014.
- انتقام مدمر
وقالت: “في الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، أطلق الحوثيون ما لا يقل عن 15 صاروخاً ضد إسرائيل حسب إحصائهم – مع التركيز على أكبر مدينتين في إسرائيل، القدس وتل أبيب”.
وأضافت: “ورداً على ذلك، ضربت إسرائيل البنية التحتية للحوثيين، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، مما لا يترك مجالاً للشك في نوايا الدولة اليهودية للدفاع عن نفسها بشكل حاسم”.
وقالت: “كل صاروخ يُطلق على إسرائيل يدعو إلى انتقام مدمر”. وأضافت: “إذا كان الحوثيون يعتقدون أنهم قادرون على ترهيب إسرائيل أو ابتزازها لحملها على تقديم تنازلات من خلال وابل الصواريخ، فإنهم مخطئون للأسف. لقد نجت الدولة اليهودية من عواصف أكثر أهمية وخرجت أقوى”.
وفي “تدوينة” بالعبرية على منصة “إكس”، قال عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله”، حزام الأسد، الأحد، “إن ما سعى إليه الصهاينة واستثمروا فيه المليارات لجذب ملايين المستوطنين اليهود إلى فلسطين، سيقضي عليه أهل اليمن بعون الله”. وأضاف: “يافا الكبرى لم تعد آمنة”.
هذا أفضل لكم، وإذا صممتم فلا مانع، ونعرف أنها كبيرة وضروس، لكن اسمحوا لي أن أضعكم مسبقاً في صورة نتائجها: 1-ستخرجون منها مجرمين أكثر من الآن. 2-ستهزمون بشكل يفوق تصوركم. 3-ستخسرون كل ما أنتم فيه حالياً، وهذه بالذات ضعوا تحتها 20خطاً”.