> "الأيام" غرفة الأخبار:

تراجعت ضجة صواريخ غزة ودخل وقف إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله اللبناني حيز التنفيذ. لكن هجمات الحوثيين اليمنيين البعيدين عن إسرائيل جغرافيا تبقى تهديدا عنيدا لها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري لوكالة الأسوشيتد برس إن الضربات الإسرائيلية ركزت على “البنية التحتية العسكرية التي استُخدمت وساهمت بشكل مباشر في أنشطة الحوثيين الإرهابية، بما في ذلك تهريب الأسلحة وتمويل أنشطتهم الإرهابية.”

واعترف هاغاري بأن المعركة ستكون معقدة. وواصل الحوثيون شن هجماتهم رغم القوة الجوية الإسرائيلية الهائلة. وهم يختلفون بهذا عن حماس وحزب الله وإيران، ثلاثة أعداء آخرين حيدتهم إسرائيل خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية.

ووفقا لصحيفة "العرب اللندنية" قال إيال بينكو، المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق وهو زميل باحث كبير في مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية، إن تل أبيب تتمتع “بسنوات عديدة من المعرفة بهؤلاء الأعداء. توجد معلومات استخباراتية وعنصر مهم في المناورة البرية، ولا ينطبق هذا على اليمن، فالحجم مختلف هنا.”

ولا يقع اليمن على حدود إسرائيل، ولا يمكنها لذلك أن تشن غزوا بريا بسهولة كما فعلت في غزة ولبنان لتفكيك بنية أعدائها التحتية. وهي مضطرة إلى تنسيق مهام جوية معقدة ومكلفة ومحدودة فيما يمكن أن تحققه.

وقال بينكو إن الحوثيين تعلموا كيفية التعافي من الضربات الجوية إثر سنوات من القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية. وينشط الحوثيون كقوة متمردة لسنوات. لكن إسرائيل لم تعتبرهم أولوية أو تستثمر الكثير في جمع المعلومات الاستخباراتية عنهم. وساعدت الاستخبارات التي استمرت سنوات ضد حماس في استهداف قوات الحركة وتقويضها.

وتوغلت إسرائيل في عمق حزب الله وتمكنت من تنفيذ عملية البيجر واغتيال شخصياته المهمة. وقتلت رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية في شقة في طهران وأطاحت بالعديد من دفاعات إيران الجوية في ضربة في أكتوبر مما كشف أجزاء من العاصمة.

لكن إسرائيل لا تتمتع بإحاطة واسعة حول مخابئ الحوثيين وأسلحتهم وبنيتهم التحتية، مما يجعل ضرباتها المضادة أقل فعالية إلى حد ما.

وأقر هاغاري بأن المخابرات الإسرائيلية في اليمن تواجه “مشكلة” وأن الجيش يعمل على تحسين قدراته. ويجهز البعض في إسرائيل أنفسهم لحرب استنزاف مع العدو البعيد في الأثناء. وقال سيترينوفيتش “لا يوجد حل سريع. ولن يختفي هذا التهديد حتى لو انتهت الحرب في غزة.”
 

وكثف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم الصاروخية. ودفعوا مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى البحث عن ملاجئ تؤويهم خلال الليل. ويمكن أن يخيف هذا التهديد شركات الطيران الأجنبية ويبقي آخر جبهة رئيسية في حروب الشرق الأوسط.


وقصفت إسرائيل مرات عدة الموانئ والبنية التحتية النفطية والمطار في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يبعدون عن تل أبيب حوالي ألفي كيلومتر. كما هدد القادة الإسرائيليون بقتل شخصيات حوثية محورية وحاولوا استقطاب العالم ضد التهديد. لكن الحوثيين لم يُردعوا.

وشهدت الأسابيع الأخيرة هجماتهم بصواريخ وطائرات مسيرة. وتعالت صفارات الإنذار في مساحات واسعة من إسرائيل صباح الجمعة الفارطة. واخترقت القذائف في بعض الحالات نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور. وضربت آخرها مدرسة فارغة وحطمت نوافذ الشقق بالقرب من ملعب فارغ.

وقال داني سيترينوفيتش، ضابط استخبارات عسكري إسرائيلي سابق وزميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، “إنهم الوحيدون الذين ينشطون الآن.”

وأكد أن الحوثيين “يمثلون تحديا من نوع مختلف.” وبعد فترة قصيرة من شن حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، انطلق الحوثيون في ضرب السفن المرتبطة بإسرائيل في مضيق باب المندب الإستراتيجي على طول الساحل اليمني.

وامتدت هذه الهجمات لتشمل سُفنا أخرى لا تربطها أي علاقات بإسرائيل. وتعطلت بذلك شحنات البضائع والطاقة الحيوية في التجارة العالمية. وقال الحوثيون إن ذلك يشكل جزءا من حملتهم التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل والغرب بشأن الحرب في غزة. وشنت القوات الأميركية والقوات الشريكة ردا على ذلك ضربات جوية منسقة ومتعددة ضد مواقع إطلاق الحوثيين ومواقع تخزين الأسلحة.