> لشبونة «الأيام» وكالات:

في 14 أغسطس 2020 عاش برشلونة واحد من أسوأ كوابيسه الأوروبية، بالخسارة 8 - 2 على ملعب لشبونة معقل نادي بنفيكا البرتغالي أمام بايرن ميونخ، وذلك في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ليجد نفسه الليلة على نفس الملعب أمام خصم مختلف.

مهندس هذه العملية كان هانز فليك مدرب بايرن ميونخ وقتها، لتمر السنوات ويعود برشلونة إلى نفس الملعب لمواجهة بنفيكا بالجولة السابعة من مرحلة "الدوري" بنفس المسابقة في نظامها الجديد، ليجد عشاق الفريق الكتالوني أنفسهم وهم على وشك الدخول في كابوس آخر، ولكن القدر أنقذهم.

البداية لم تكن مبشرة، وكانت تنذر بكابوس قادم، وذلك من هدف مبكر سجله المهاجم اليوناني فانجيليس بافليديس في الدقيقة الثانية، لتبدأ الشكوك حول تكرار الليلة الكارثية على الضيوف.

روبرت ليفاندوفسكي أعاد الأمور لنصابها بركلة جزاء من "اللاشيء"، ولكن بافليديس عاد من جديد بثنائية، ليظهر برشلونة مرة أخرى بنفس الطريقة، نعم .. من "اللاشيء" حرفيًا بهدف من كرة طائشة لحارس بنفيكا ارتطمت برأس رافينيا دون أن يقصد لتسكن الشباك بطريقة كوميدية.

القدر أراد لبرشلونة العودة مرتين، ولكنه امتنع عن ذلك، ليتلقى العقاب بهدف ذاتي من رونالد أراوخو، قبل أن يسجل ليفاندوفسكي مرة أخرى من ركلة جزاء، ليحرز بعدها إريك جارسيا الهدف الرابع في الوقت القاتل بالدقيقة 86 بكرة رأسية، ولم يتوقف الجنون عند هذا الحد بل أضاف رافينيا الخامس للضيف الكتالوني في الوقت بدل الضائع لتكتمل الريمونتادا بسقوط فريق المدرب برونو لاجي 5 - 4 بشكل دراماتيكي غير متوقع.

مع بداية هذا الموسم تعرض مارك أندريه تير شتيجن لإصابة قوية للغاية في الركبة ستبعده لفترة طويلة، مما جعل برشلونة يتجه إلى فويتشيك شتشيسني كحارس طوارىء لإنقاذ الفريق "نعم لإنقاذه".

البولندي المعروف بتدخينه السجائر بشكل علني، قام بتلبية النداء وانضم لمساعدة ومنافسة الحارس إيناكي بينيا، في الوقت الذي حافظ الأخير على مكانه، وسط تساؤلات من الجميع، أين شتشيسني ؟ ولماذا تم التعاقد معه لو لن يلعب بهذه الطريقة؟

ويبدو أن الإجابة كانت عند فليك، ربما كان يحاول الألماني الحفاظ على فريقه من شر البولندي وأخطائه الكارثية، لأن حارس آرسنال ويوفنتوس السابق "رغم الاعتراف بموهبته وقدراته المميزة"، إلا أنه عندما يفقد تركيزه نجد أخطاء ولقطات أشبه بالفيلم الكوميدي، وهذا ما حدث الليلة.

ما شاهدناه ضد بنفيكا ليست مجرد أخطاء عارضة تحدث لأي حارس، شتشيسني معروف بتلك اللقطات منذ ظهوره كلاعب شاب في آرسنال، خاصة الهدف الثاني الذي يتحمل مسؤوليته بشكل كامل بسبب خروجه الغريب والمبالغ فيه لقطع الكرة، رغم أن أليخاندرو بالدي كان في مكان جيد للغاية لتشتيتها.

لو كان بقى شتشيسني في مكانه لتجنب برشلونة هذه الكارثة، ولكنها لقطة أخرى ظهر فيها الحارس "المُدخن" وهو في حالة تهور وانعدام تركيز تصل إلى حد الكوميديا.

الغريب أن البولندي لم يكتف بتحطيم فريقه من خلال هذه اللقطة التي جاء منها الهدف الثاني، بل تسبب في ركلة جزاء بعدها بدقائق سجل منها بنفيكا الثالث، لتكون الرسالة الآن "هل عرفتم لماذا لم يكن يشركه هانز فليك؟"، حسنًا يا جماهير برشلونة، لقد حصلتم على الإجابة وبأصعب طريقة ممكنة.

على النقيض تمامًا، سنجد أناتولي تروبين حارس بنفيكا يقوم بتصدي أسطوري من انفراد صريح لجافي، لينقذ فريقه من هدف محقق كاد أن يغير مسار المباراة تمامًا.

ولكن تروبين تراجع بعدها في الشوط الثاني، وقرر أن يُعيد برشلونة إلى المباراة وألا تتوقف الكوميديا عند شتشيسني فقط، وذلك بلعبه كرة طائشة في رأس رافينيا لتدخل مرماه بغرابة شديدة، في واحدة من أكثر اللقطات الكوميدية هذا الموسم.