أكد كاتب وصحفي مصري بارز أن اليمن يمتلك كل المقومات والإمكانيات اللازمة للنهوض اقتصاديا، لكن اليمنيين يرزحون تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي ويكابدون الفقر، وذلك بسبب عدم وجود نظام حكم يتسم بالعدالة والمساواة، وغياب القرار الوطني المستقل عن الإملاء والتدخلات الخارجية.

جاء ذلك في كتاب أصدره أمس الثلاثاء الكاتب والصحفي إبراهيم العشماوي، مدير تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية والمتخصص في الشؤون اليمنية، بعنوان «في حب اليمن.. ذكريات ربع قرن صحافة».

وتناول العشماوي في الكتاب أهم القضايا المتعلقة باليمن، واستعرض تجربة عمله صحفيا في اليمن لنحو 25 عاما والتقى خلالها بالمسؤولين والقيادات السياسية والنخب الفكرية والثقافية والقبلية والاجتماعية باليمن.

وتناول التحولات الكبرى في اليمن ابتداء من تحقيق الوحدة بين الجنوب والشمال عام 1990، وحرب الشمال على الجنوب في عام 1994، وصولا إلى أحداث عام 2011، ثم تداعيات الصراع المسلح على السلطة في 2014 وفرص وشروط التعافي في ضوء تطورات الإقليم.

وأكد العشماوي في كتابه بالإحصائيات والأرقام أن "اليمن بلد غني يملك مقومات اقتصادية واعدة وثروات طبيعية وبشرية كبيرة في النفط والغاز والمعادن والزراعة والسياحة والآثار والأسماك وسكانه يتجاوزون 30 مليون نسمة أغلبهم في سن الشباب، ورغم ذلك فشعبه فقير ينتظر فتات المساعدات من الدول المانحة والمنظمات".

وأوضح أن الحلول المطلوبة حاليا لإنهاء أزمات اليمن والنهوض بالشعب اليمن "تكمن في تكريس الولاء الوطني بعيدا عن أي ولاءات ضيقة أو هواجس طائفية منبوذة أو مصالح محدودة، وكل ذلك مرهون بتأسيس نظام يتسم بالعدالة والمساواة وقبول الآخر وإسكات صوت النيران والمدافع وإعمال العقول، وأن تكون الحلول بأيادي يمنية وقرار وطني مستقل دون إملاء أو تدخلات من الخارج".

وأعتبر الكاتب والصحفي المصري إبراهيم العشماوي، أن كتابه "بمثابة رسالة حب في مواجهة ثقافة الكراهية في اليمن،، مؤكدا أن اليمن لديه "فرص سانحة لتحقيق الاستقرار والنماء إذا عملت القوى السياسية اليمنية بولاء وطني حقيقي".

يذكر أن الكتاب هو الإصدار السادس لإبراهيم العشماوي ضمن سلسلة تركز أغلبها على الشأن اليمني.