> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

المحطات تستغل غياب السلطة وترفع سعر أسطوانة الغاز إلى 16 ألف ريال
صحفي جنوبي: توفير أسطوانة غاز أصبح حلمًا للمواطنين في عدن


> استقبل أهالي العاصمة عدن شهر رمضان في أول أيامه بأزمة انعدام مادة غاز الطبخ في محطات التموين ورفع سعره بطريقة غير قانونية إلى 16 ألف ريال للأسطوانة في ظل غياب تام لكافة الجهات الرسمية بعدن.

وقال لـ "الأيام" عدد من سائقي السيارات: "إننا قضينا فترة الصباح والظهيرة وحتى العصر تحت أشعة الشمس ونحن صائمون للبحث عن الغاز الذي أصبح نادرًا مثل العملات الأجنبية ولم نجده بالرغم من قيامنا بزيارة معظم محطات الغاز في مديرية المنصورة والمديريات الأخرى".

وأضاف السائقون أن "محطات الغاز في مديرية صيرة مغلقة ربما لأنها لم تلتزم بالسعر المحدد لها من السلطة المحلية والمُقدَّر بـ (7500) ريال، حيث إن المحطات المغلقة زوَّدت المركبات بالغاز بأسعار تزيد بكثير عن السعر الحكومي".

وأشار عدد من مالكي السيارات أن هناك محطات استغلت الأزمة التي يعاني منها أهالي العاصمة عدن لتبيع مادة الغاز بـ 15 ألف ريال للصفيحة الواحدة سعة عشرين لترًا، بينما هناك مراكز متوقفة عن العمل في محطات الوقود الخاصة ومع ذلك تقف أمامها طوابير طويلة من السيارات لكي تتموِّن بالمادة بـ 11 ألف ريال.

وتحدث متضررون من تلك الأزمة أن هناك محطات لديها الغاز ولكنها تمتنع عن بيعه بغية استفحال الأزمة حتى تبيع بأسعار مرتفعة برضى المواطنين، مطالبين السلطات للقيام بواجبها والنزول إلى المحطات للكشف عن المتسبيين بحدوث هذا المأزق الذي أرَّق المواطنين وأشغلهم عن صيام الشهر بروحانية وطمأنينة.


من جانبهم اشتكى عدد من المواطنين ندرة الغاز في مدينة عدن، حيث إنهم باتوا يجولون في أرجاء المديريات وبحوزتهم أسطوانات الغاز آملين أن يجدوا محطة لكي تبيع لهم الوقود حتى يتمكنوا من طباخة طعام الإفطار في أول يوم بشهر رمضان، ولم يجدوا ليعودوا خائبين إلى منازلهم.

ولفت عدد من الأهالي إلى أنهم لجؤوا لإشعال النار من خلال إحراق الكراتين أو الخشب لعلهم يلتمسوا شيئًا من النار لطهي أي شيء يسهل عليهم طباخته ليعودوا إلى بدايات القرن العشرين قبل اكتشاف الغاز من باطن الأرض.

إلى ذلك توقفت بعض مطاعم العاصمة عدن عن بيع الطعام وأغلقت أبوابها في وجه زبائنها جراء استهلاكها كل ما تمتلكه من مادة الغاز في أسطواناتها، فلجأ كثير من الناس إلى وجبات إفطارها من المطاعم السياحية التي تبيع بأسعار مضاعفة بسبب توفيرها لوقود الغاز بالإضافة إلى مبلغ الرسوم السياحية المُـضاف على كل فاتورة يقطعها الزبون.

ولوحظ الكثير من الناس وهم يفترشون أمام السواحل، وكذا في الطرق المحاذية للبحر كـ (الكورنيشات) لإيقاد النار وشوي الطعام على الهواء الطلق، وكأنهم في رحلات ترفيهية ولا يعلم المشاهد أنهم ما خرجوا في أول أيام الشهر الفضيل إلى الشواطئ إلا من ضنك العيش وبسبب انعدام غاز الطبخ واضطرارهم إلى الطهي بالحطب.

وفي يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير ذكرت وسائل إعلام أنه ونتيجة للزيادة الكبيرة في الطلب على الغاز وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وما شهدته محافظات شبوة وأبين من انقطاعات في الإمدادات بسبب أعمال الصيانة التي تتم في أحد معامل الغاز في صافر تم يوم (الاثنين 17 فبراير) تحميل كميات كبيرة من مقطورات الغاز وتوجيهها إلى محافظتي تعز وعدن، مع مضاعفة الكميات لتخفيف حدة الأزمة في هاتين المحافظتين وذلك بناءً على توجيهات م. محسن وهيط المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز.

وأكد المسؤول الإعلامي في نقابة الغاز بمحافظة تعز مازن هادي أن "مقطورات الغاز قد تم ترحيلها أمس الاثنين من صافر وهي في طريقها إلى كافة المحطات المركزية العاملة في كل من محافظتي تعز وعدن، وذلك لتغطية احتياجات المديريات في المدن والأرياف"، وأوضح: "أن هناك كميات إضافية من الغاز جاري تحميلها من صافر كما أن الكمية المخصصة لمحافظة تعز قد تم مضاعفتها بشكل استثنائي في إطار الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار لهذه المادة الحيوية".

ومنذ ذلك التصريح ما زالت الأزمة مستمرة بل ومستفحلة، حيث إنه لم تحدث انفراجة في أزمة الغاز حتى هذا يوم أمس السبت.

بدوره، كتب الصحفي الجنوبي صالح العبيدي منشورًا على صفحته في موقع فيسبوك أمس أكد فيه أن الحصول على أسطوانة الغاز قد أصبح أمرًا عسيرًا على المواطنين في مدينة عدن، وذلك في دلالة على ما وصلت إليه عدن وأهلها من وضع معيشي وخدمي كارثي.

وقال العبيدي في منشوره: "حلم كل مواطن في عدن اليوم توفير أسطوانة غاز"، وأرفق المنشور بصورة له وهو يحتضن أسطوانتي غاز طبخ.