في الثامن من مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وهو مناسبة للتذكير بدور المرأة في مختلف المجالات، وإبراز نضالاتها من أجل المساواة والعدالة، وفي اليمن، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من حرب وتدمير، تظل المرأة اليمنية منارة للصمود والقوة، ورمزًا للبطولة والإصرار على الحياة.
  • المرأة اليمنية شجاعة لا تلين
على مر العقود لعبت المرأة اليمنية دورًا محوريًا في المجتمع اليمني على جميع الأصعدة. قد تكون قد أُجبرت على مواجهة العديد من التحديات بسبب العادات والتقاليد التي قد تحد من حقوقها، إلا أنها رغم كل ذلك كانت دائمًا حاضرة بقوة في ميدان العمل السياسي والاجتماعي والثقافي. فقد كانت المرأة اليمنية، في مراحل تاريخية مختلفة، جزءًا أساسيًا من النضال من أجل الحرية والحقوق.

في السنوات الأخيرة، وبينما يمر اليمن بأزمة حادة، كانت المرأة اليمنية في مقدمة الصفوف، سواء كانت في الميدان أو في مواجهة الأزمات الإنسانية. فمنهن من عملن كطبيبات، وأستاذات، ومهندسات، وسيدات أعمال، وأسهمن في الحفاظ على تماسك المجتمع في وقت الحرب. على الرغم من تزايد الأعباء التي تحملتها، سواء كأمهات، أو معيلات أسر، أو ناشطات، لم تتوقف المرأة اليمنية عن تقديم العطاء والتضحية من أجل الوطن.
  • المرأة اليمنية في ميدان الحرب
لا يمكن إغفال الدور البارز للمرأة اليمنية خلال سنوات الحرب التي عصفت بالبلاد. على الرغم من الأوضاع المأساوية التي يمر بها اليمن، كانت المرأة اليمنية من أوائل من حملوا لواء العمل الإنساني، سواء من خلال المشاركة في الإغاثة، أو تقديم الدعم النفسي للأطفال والنازحين، أو العمل في المنظمات المحلية والدولية. كما أن المرأة اليمنية كانت دائمًا حاضرة في مواقع القيادة في مجالات متعددة مثل العمل السياسي والاجتماعي، حيث أن العديد من النساء اليمنيات كان لهن دور بارز في تحفيز السلام وحقوق الإنسان.
  • التعليم والعمل آفاق جديدة للمرأة اليمنية
على الرغم من أن العديد من النساء اليمنيات مازلن يعانين من تحديات كبيرة في الحصول على التعليم بسبب الفقر والصراعات المستمرة، إلا أن العديد منهن تحدين الصعاب وأثبتن قدرتهن على الإبداع والابتكار في شتى المجالات. تمكنت النساء من تحطيم العديد من الحواجز الثقافية، وتمكنَّ من تحقيق النجاح في مختلف المجالات التعليمية والمهنية. النساء في المدن اليمنية الكبرى والصغيرة على حد سواء يسعى بعضهن جاهدات لتحقيق مكانة في المجتمع اليمني، من خلال العمل في مجال التعليم أو الصحافة أو التكنولوجيا أو الفن.
  • أمل في المستقبل
ورغم كل التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية، إلا أن أفق الأمل في المستقبل لا يزال قائمًا. ففي المستقبل القريب، ومع إرساء السلام والاستقرار، من المتوقع أن تلعب المرأة اليمنية دورًا أكبر في بناء اليمن الجديد، حيث سيكون لها حضور قوي في السياسة والاقتصاد والمجتمع بشكل عام.

وفي هذا اليوم، نحيي المرأة اليمنية التي أثبتت أن التحديات التي تواجهها لن تمنعها من الاستمرار في كفاحها، وأنها قادرة على إعادة بناء وطنها، ورسم مستقبله. تحية تقدير واعتزاز للمرأة اليمنية، رمز القوة والعزيمة والإصرار.

في الثامن من مارس، يوم المرأة العالمي، لا يمكننا إلا أن نرفع القبعة احترامًا للمرأة اليمنية، التي رغم الظروف القاسية التي تمر بها، تظل مثالاً في القوة والشجاعة والصمود. لكل امرأة يمنية من الجبال إلى السواحل ومن المدن إلى القرى نهنئكِ بيومكِ ونؤكد على دوركِ الحاسم في بناء اليمن المتجدد.