> صنعاء «الأيام»:

​في تصريح لافت قد يشير إلى تحول محتمل في موقف جماعة الحوثي بصنعاء، أعلن القيادي البارز في الجماعة أمين عاطف استعدادهم للقبول باتفاق سلام مع حكومة الشرعية في عدن "حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات كبيرة"، حد قوله.

جاء هذا التصريح في ظل الضغوط الدولية المتصاعدة على جماعة الحوثي، لا سيما من الولايات المتحدة، لردع جماعة الحوثي وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

وفي سياق حديثه، استشهد القيادي الحوثي "عاطف" بواقعة صلح "الحديبية" التاريخية، قائلًا: "لو قدر الله على حكومة صنعاء مواجهة موقف مشابه لصلح الحديبية فلا عيب في قبول ما ترفضه النفس إلى حين".

وأشار إلى أن "بعض الأمور التي قد يبدو رفضها ضرورة في الوقت الحالي، قد تصبح قابلة للقبول إذا كانت تخدم مصالح الجماعة الاستراتيجية على المدى الطويل".

وأضاف القيادي الحوثي في ختام تصريحه: "ما لم يتحقق الآن ستجلبه إلينا الأيام"، في إشارة إلى أن بعض الأهداف قد تحتاج إلى وقت لتحقيقها، وأن الجماعة قد تكون مستعدة للتعامل بمرونة أكبر في المرحلة الحالية لتحقيق السلام.

وتعليقًا على هذه التصريحات، رأى مراقبون سياسيون أن إعلان القيادي الحوثي يحمل رسائل متعددة الأبعاد، فمن جهة يبدو أن الجماعة قد تكون مستعدة للخضوع لعدد كبير من الشروط التي كانت ترفضها في السابق، خاصة مع الضغوط الأمريكية المتصاعدة لحل الأزمة اليمنية.

ومن جهة أخرى، فإن استشهاد عاطف بصلح الحديبية يعكس نية جماعة الحوثي لتقديم تنازلات مؤقتة لتحقيق مكاسب طويلة الأمد.
واعتبر المحللون أن هذه التصريحات قد تكون محاولة من الجماعة لإظهار مرونة أمام المجتمع الدولي، في ظل الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب.

كما أن الإشارة إلى الضغوط الأمريكية تعكس تخوفًا حوثيًّا واضحًا من الدور المتصاعد الذي تلعبه واشنطن في تقويض قدرات الحوثيين وإضعافهم.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الأزمة اليمنية تحركات دبلوماسية مكثفة، حيث تسعى الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى إيجاد حلول شاملة لإنهاء الحرب التي تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ومع تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين، يبدو أن الجماعة قد بدأت تفكر جديا في تقديم تنازلات تجنبا للعقوبات الأمريكية القاسية.

على الصعيد المحلي، جاءت هذه التصريحات لتحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي اليمني، حيث أعربت أطراف عدة عن ترحيبها بأي خطوة جادة نحو السلام. وفي المقابل، طالب البعض بمزيد من الضمانات لضمان التزام الحوثيين بأي اتفاق يتم التوصل إليه.