استبشرت إيران بسقوط العاصمة العربية الرابعة "صنعاء" بين براثنها ليصبح الحوثيون ذراعها الأقوى لتقويض اليمن، وإزعاج الجوار، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر فيما بعد، دول الجوار وعلى رأسها السعودية والإمارات أدركوا بأن سقوط صنعاء والتمدد الحوثي على كامل اليمن هو الخطر الأكبر على المنطقة والعالم، فانطلقت عاصفة الحزم في مطلع العام 2015 بهدف القضاء على هذا السرطان في ركن الجزيرة، فتحالفت قوات عربية ومن أبرزها القوات السعودية والإماراتية، فانطلقت العاصفة وبدأ القصف الموجع على مناطق تواجد الحوثيين في مختلف المحافظات اليمنية، ومن أهم فصول الحرب هو تحالف القوات الإماراتية والجنوبية لصد اقتحام عدن من قبل الحوثيين بهدف السيطرة على باب المندب كمنفذ بحري استراتيجي وإسقاطه بيد إيران ليضاف إلى مضيق هرمز، وبالتالي تمكين إيران من السيطرة على أهم ممرين مائين في العالم هما هرمز وباب المندب لخنق الملاحة الدولية ،إلا أن هذه المؤامرة الكبرى من ايران فشلت، حيث تم إفشال غزو الحوثيين لعدن وإرجاعهم على أعقابهم مثقلين بجراحاتهم بعشرات القتلى والجرحى، واستكملت القوات الجنوبية بدعم من التحالف والإمارات تحديدًا بتحرير بقية محافظات الجنوب من التوغل الحوثي، وانتقلت قوات التحالف إلى صافر بمأرب لدعم قوات الشرعية لتحرير صنعاء بريا لدعم القصف الجوي، فكانت الانطلاقة، وهنا كان الغدر في الرابع من سبتمبر2015، حيث تخادم عناصر من حزب الإصلاح الإخواني مع الحوثيين بتحريك أذرعهم المتطرفة من القاعدة وغيرها لضرب قوات التحالف القادمة لدعم الشرعية، فأعطيت الإحداثيات وتسربت المعلومات التي أودت إلى الهجوم الصاروخي الذي استهدف اللواء 107 مشاة في منطقة صافر بمأرب، موقع تمركز قوات للتحالف العربي، وأسفر هذا الهجوم الغادر عن استشهاد 45 جنديًّا إماراتيًّا، و15 آخرين من السعودية والبحرين، وبذلك قدم التحالف ودولة الإمارات خيرة رجالهم الذين استشهدوا جراء خيانة غادرة من قِبل تنظيم الإخوان الإرهابي، وجاءت المفارقة أن أول شهيد لعملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف كان إماراتيا، حيث أدرك الإخوان وبحكم ما يكنونه من كره للإمارات الدور الأسطوري الذي لعبته الإمارات في مكافحة الإرهاب، ودحر الحوثيين من عدن والمحافظات الجنوبية، وفطن حزب الإصلاح إلى حقيقة أنّ الإمارات ستكون الصخرة التي يتحطم أمامها الإرهاب الحوثي والإخواني وأجندته المتطرفة، ما دعاهم للتوسع في استهداف دولة الإمارات عسكريًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا، ولم تكن الخيانة في معسكر صافر إلا نموذجًا واحدًا من بين عشرات الأدلة على الخيانات الإخوانية، وبمناسبة ذكرى سقوط شهداء الإمارات والتحالف، يجب أن تترسخ في الأذهان أن الحوثي المدعوم إيرانيًّا تلقى ضربات موجعة من التحالف العربي، إلا أن خذلان بعض قادة جيش الشرعية وتخادمهم مع الحوثيين لمصالح وارتباطات عرقية ومذهبية وغيرها عرقل تحرير عدد من محافظات الشمال وعاصمتها صنعاء، لو أخلصت قوات الشرعية في حربها وسخرت دعم التحالف لها لتحرير صنعاء لانتهت أسطورة الحوثي، والحوثي تلقى ضربات أخرى بعد أن هدد الملاحة الدولية ،ومنها حملة حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة إبان حكم بايدن، والآن حملة ترامب التي كانت الأشد والأقوى، ولكن الملاحظ بأن الحوثي بعد كل ضربة جوية يعود أقوى وأكثر مراس وخبرة بدعم إيراني وبعض حلفائها الدوليين، لذلك لابد أن يترافق القصف الجوي الحالي بحملة برية للقضاء على هذا الخطر الداهم على الإقليم والعالم.

بمناسبة هذه الذكرى المؤلمة في الرابع من أبريل 2015، ما أثلج صدورنا هو تقديم العرفان للإمارات بافتتاح معرض في العاصمة عدن في رمضان احتوى على صور الشهداء الإماراتيين إحياء لهذه الذكرى تحت شعار "إمارات الأمجاد في أرض الأجداد" إننا نرفع أسمى آيات العرفان، وتعازينا لشهداء الإمارات والتحالف العربي.