> باريس «الأيام» خاص:
بدأ، اليوم الإثنين، في مجلس الشيوخ الفرنسي، مؤتمر عن "مستقبل اليمن" بحضور واسع لمسؤولين ودبلوماسيين فرنسيين ويمنيين، إضافة إلى عدد من ممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وغياب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي اعتذر عن الحضور دون أن تُعرف أسباب ذلك.

ويهدف المؤتمر إلى مناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن واستشراف آفاق التعاون الدولي لدعم الاستقرار والتنمية.
استُهل المؤتمر بكلمة ألقاها سعادة السفير د. رياض ياسين سفير اليمن لدى فرنسا، شدد فيها على أهمية التعاون المشترك والمثمر مع مجلس الشيوخ الفرنسي، ممثلًا بالسيناتورة نتالي غوليه، مؤكدًا أن المؤتمر يُعد ثمرة لهذا التعاون البنّاء، وفرصة مهمة لبحث سبل دعم اليمن في ظل التحديات الراهنة.

وأوضح السفير أن المؤتمر يشكل فرصة مثالية للتشاور حول سبل دعم اليمن خلال هذه المرحلة الدقيقة، والتي يشهد فيها تحديات كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي، وأكد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لليمن، لكنه يتطلب دعمًا دوليًا متواصلًا، لا سيما من مجلس الشيوخ الفرنسي والهيئات الدولية، لتسريع وتيرة الحوار وعملية السلام بين الأطراف اليمنية.
وأشار السفير إلى أن الحكومة اليمنية تواجه تحديات كبيرة رغم محاولاتها الحثيثة لتحقيق السلام، محملًا ميليشيا الحوثي مسؤولية عرقلة أي جهود جادة نحو التهدئة، ومعبرًا عن أمله في أن يُسهم المجتمع الدولي في دفع الميليشيا للانخراط بجدية في عملية السلام.
ودعا السفير إلى التفاؤل رغم المصاعب، مؤكدًا أن الشراكة بين اليمن وفرنسا تمثل ركيزة لبناء مستقبل أفضل لليمن، وأن العمل الجماعي يمثل السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة والسلام في البلاد.

من جانبه، ألقى السيد ريمي فيرو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية اليمنية، كلمة أشاد فيها بمتانة العلاقات بين فرنسا واليمن، وأهمية تعزيز الحوار البرلماني والدبلوماسي، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات تعزز التفاهم المشترك وتمهّد لبناء شراكات قوية، خصوصًا في مجالات التنمية ودعم السلام.
وشارك في المؤتمر وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الأشول الذي تطرق في كلمته إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد بسبب الظروف الراهنة، مشددًا على أهمية هذا المؤتمر في بحث الجوانب الاقتصادية والسياسية المتداخلة، ومشيرًا إلى العلاقات المتجذرة بين اليمن وفرنسا على أكثر من صعيد.
بدورها، أكدت السيناتورة نتالي غوليه أهمية الحوار والتواصل لفهم طبيعة التحديات في اليمن، ومعرفة سبل تقديم المساعدة الفاعلة، مؤكدة التزام مجلس الشيوخ الفرنسي بدعم المبادرات الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي كلمته، أعرب الشيخ عبدالمجيد السعدي ممثل الغرف التجارية والصناعية اليمنية عن شكره لمجلس الشيوخ الفرنسي والسفارة اليمنية على تنظيم المؤتمر، مشددًا على أهمية مناقشة القضايا الاقتصادية، وداعيًا إلى دعم دولي يعزز بيئة الاستثمار ويحفّز النمو الاقتصادي.
وناقش المشاركون الأوضاع في البحر الأحمر، والتصعيد الحوثي ضد خطوط الملاحة البحرية، وما يشكّله ذلك من تهديد مباشر للأمن الإقليمي والدولي، إضافة إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في اليمن، وشددوا على أهمية تحرك دولي فاعل لردع هذه التهديدات وحماية حركة التجارة العالمية.
ويُعد هذا المؤتمر منصة حوارية بارزة لتجديد الاهتمام بالملف اليمني وتعزيز الشراكة الدولية من أجل مستقبل آمن ومستقر لليمن.