> «الأيام» غرفة الأخبار:
نظم منتدى مهام اليمن، مساء الأحد، مساحة نقاشية حول أبعاد الضربات الأمريكية على الجماعة الحوثية، تحدث خلالها العديد من الباحثين والأكاديميين والناشطين، من زوايا مختلفة حول اهداف الضربات وجدواها والابعاد المترتبة عليها.
بدأت الباحثة فاطمة أبو الأسرار بتوصيف السياسة الأمريكية قبل وبعد 7 أكتوبر، موضحة أن وضع الإدارة الأمريكية ضبابي، لكنها "تتحرك بشكل مختلف عن السنوات السابقة، يعني تدخل مباشر، لا يوجد تركيز على السلام والحل الشامل، هناك تحول نحو إدارة الصراع بشكل كبير، مش إنهاء الصراع أو فهمه".
كما أن الاستراتيجية الأمريكية تتجه حاليا لثلاثة مسارات: أولًا الردع العسكري، والعقوبات المالية والتنسيق العسكري المحدود مع أطراف يمنية قد تؤدي الى تحرك بري بدعم غير مباشر، حسب ما ترى أبو الأسرار.
وأكدت الباحثة ان الولايات المتحدة حاليا تمارس الضغط في محاولة منها لاحتواء الحوثيين وليس لإنهاء الصراع، كما أنها لا تريد التورط في حرب يمنية، وكل ما يهمها الربط الحوثي بروسيا والصين وإيران.
كما أن الرسالة موجهة لإيران والوكلاء بنفس الوقت، وأن الحوثيين ليس له أي حصانة إذا تجاوزوا حدهم المعين.
من جهته شكك الباحث والصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني، في جدوى الغارات "لدينا تقريبا ألف غارة أمريكية، وهناك سبعين إلى ثمانين غارة لها جدوى. وكثير من الغارات لم تؤثر على الجماعة".
وأكد أن الضربات بشكل عام ليس لها التأثير الكبير.. هذه العملية تفتقد إلى الغاية التي يمكن قياسها، والرؤية الاستراتيجية، كون الضربات من حيث الجغرافيا تتركز في مربعات متكررة تعرضت للقصف قبلها عدة مرات، موضحا أن الضربات التي تستهدف صعدة تقع في "أماكن رئيسية لكن الغارات إلى حد الآن لكنها لم تتطور إلى مستوى الملاحقة الدقيقة للقيادات الحوثية رغم كثافة الغارات، فالحوثي يراهن على الاختفاء... اختبا القيادة الرئيسية وعدم تمكين العدو من التعقب والقتل للقادة.
وأوضح الباحث الجبرني، أن "الحوثي يخشى الداخل أكثر من الخارج، لأن لديه دربة مع العمليات الخارجية بخلاف ما يثبته أي أثر ملموس على الأرض.. حرص الحوثي على مراكمة الفعل وليس الأثر تجاه الخارج، لكنها أقل فاعلية تجاه الداخل". وهو ما جسده خطاب مهدي المشاط في "محاولة تطمين الداخل، هو يريد أن يطمئن من التحرك الذي تخشاه الجماعة أي التحرك البري وليس من الخارج".
الدكتور مصطفى ناجي بدوره أوضح المواقف غير الرسمية من الحملة الامريكية في اليمن مبينا أنه "لا يوجد إجماع حول موقف واحد، وهي موقف مؤيد كلي، ومناهض كلي، وموقف رمادي بين بين". فالمؤيد هو باختصار أن الحوثي جلب التدخلات وضغط على هذه الجماعة، وكل ضربة لها تساعد في تخفيف هذه الوطأة، والمناهض: يعترض على أي ضربة خارجية لانتهاك السيادة، وجزء من هذا الموقف يرى الضربات مقدمة لتدخل بري واسع، اما الرمادي: فيرى أنها مؤقتة وكما قيل للتو خالية من رؤية استراتيجية شاملة، وأيضا لأسباب إنسانية".
وأشار الدكتور مصطفى إلى أن الموقف الرسمي "وهو الأقل وضوحا بالنسبة لي لم يعد من الوقت الراهن البناء على السيادة هناك تمييع لمفهوم السيادة ولا يمكن اتخاذ موقف من الضربات الأمريكية.. وإلى الآن الحكومة لم تصدر بيانا واضحا مما يدور، وهذا الصمت يعبر إما عن تنسيق على مستوى عالي، أو رضا بغير مباشر. وأن الضربات وسيلة ضغط على الجماعة الحوثية.
وقال إن التصعيد الحاصل في اليمن " لم يأت فجأة، بدأت تدخلات الحوثي بعد السابع من أكتوبر 2023، وبدأت العمليات الدولية لم تكن تستهدف حماية الناقلات الدولية التي تمر من البحر الأحمر، وتدريجيا بني إطار قانوني القرار 2768 وأي تحرك دولي يندرج في هذا الإطار بمعنى هناك بنية قانونية يسمح بمكافحة هذا الخطر، واليمن ملزم أن يندرج في هذا الإطار القانوني وتتعامل معه، والتعاون معه، وإلا ستكون متورطة".
مؤكدا أن كل عملية عسكرية تمر بمراحل، ويتوقع أن تشترك بريا من ناحية لقطف ثمار القصف الأمريكي الذي قد لا يقدر ثماره الآن، وأن تخفف عبء المعركة على أكثر من مستوى.
وتوقع ناجي، توسع الضربات لأنه لا يخص أمريكا لأن أمريكا أقل المتضررين، والمعنيون أكثر هم الأوروبيون، وأن "القوى الدولية قد تجلب قوى محلية للاشتراك معها على الأقل من جانب منظور أمريكي صرف".
وحول ردة فعل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تجاه الضربات الأمريكية فقد أكد الناشط والحقوقي رياض الدبعي، أن المجتمع الدولي كان في الماضي يضخ الكثير من الأموال داخل البلاد ليوجد صوتا ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية، و"منذ القصف الأمريكي لم يكن هناك أي تغطية حقوقية، وغابت المنظمات تماما".
وأكد الدبعي، انكشاف مسألة الحياد لدى المجتمع المدني خلال الفترة الأخيرة وانفضحت مسألة الحياد والمهنية، لم يعد هناك صوت حقوقي في الداخل.. رأينا الحوثي أغلقوا كل المنظمات في الداخل، وبالتالي كل من بقي في مناطق الحوثي ويزعم أنه مستقل غير صحيح، ومن يعمل من صنعاء لديه صفقة مع الحوثي، ولديه اتفاق ماذا ينشر".
وقال الدبعي، إن الضربات الأمريكية فضحت المجتمع المدني محليًا ودوليًا، والمنظمات، عكس ما كانت تعمله تجاه التحالف العربي... هناك أزمة حقيقية في الحياد والمهنية وفضحت المنظمات التي قدمت نفسها محايدين ومهنيين.
واستعرض الناشط موقف المفوضية السامية التي قال إنها كانت تقود مع الحكومة الهولندية للجان التحقيق ورأيناها اليوم عاجزة عن إخراج موظفين منذ سنة. وكيف تحول مكتبها في صنعاء إلى جمعية تدفع مرتبات بلا عمل. وأضاف "عندما قام الحوثي في 2024 بهدم منازل البيضاء لم تصدر أي بيان أو موقف وحاول موظفوها في الخارج الزعم بأنه ثأر قبلي".
بدوره قال الصحفي أحمد الزرقة إن هناك إشكاليات كبرى، "فمهما فعلت الضربات الأمريكية مهما كانت شرسة ومركزة لا يمكن تحقيقها في ظل انقسام الشرعية وعدم وجود رؤية موحدة... نغفل أن الحوثي يحتجز قرابة نصف سكان اليمن كرهائن، والمزاج الشعبي لم يعد كما كان قبل سنوات، ولكن من يقرأ هذه المعطيات والتحركات عليها، وظهر الحوثي المشاط اليوم وهم يقولون خطابا دعائيا بتجاوزهم ما لم تتجاوزه الصين وروسيا".
وأكد الزرقة أن "الفارق بين الغارات السعودية والأمريكية صمت المنظمات الإنسانية والدولية والانتقادات والدقة والحدة".
وخلال المساحة تحدث الدكتور معن دماج، وقال إن الحوثي أصبح مشكلة دولية وهذا يعد "نقطة مهمة، فضلا عن العقوبات المفروضة عليهم. الآن مع هذا القصف رغم نقص البيانات يعطي فرصة كبيرة أن يبادروا ويحركوا الأوضاع خاصة أن رأس المال اليمني صار ضد الحوثي. لكن العالم لا يمكن أن يتفاهم مع حكومة لا تتفاهم فيما بينها البين"، مؤكدًا أن تأخر نتائج الضربات الأمريكية قد يفيد بالضغط على الحكومة للتفاهم فيما بينها.
وعبر "دماج" عن استغرابه "لدينا ستة أشهر لم تلتق فيها الحكومة. بلغ فيها سوء الأداء وعدم المسؤولية السياسية والأخلاقية وهي لا تستطع أن تجتمع حتى".
بدأت الباحثة فاطمة أبو الأسرار بتوصيف السياسة الأمريكية قبل وبعد 7 أكتوبر، موضحة أن وضع الإدارة الأمريكية ضبابي، لكنها "تتحرك بشكل مختلف عن السنوات السابقة، يعني تدخل مباشر، لا يوجد تركيز على السلام والحل الشامل، هناك تحول نحو إدارة الصراع بشكل كبير، مش إنهاء الصراع أو فهمه".
كما أن الاستراتيجية الأمريكية تتجه حاليا لثلاثة مسارات: أولًا الردع العسكري، والعقوبات المالية والتنسيق العسكري المحدود مع أطراف يمنية قد تؤدي الى تحرك بري بدعم غير مباشر، حسب ما ترى أبو الأسرار.
وأكدت الباحثة ان الولايات المتحدة حاليا تمارس الضغط في محاولة منها لاحتواء الحوثيين وليس لإنهاء الصراع، كما أنها لا تريد التورط في حرب يمنية، وكل ما يهمها الربط الحوثي بروسيا والصين وإيران.
كما أن الرسالة موجهة لإيران والوكلاء بنفس الوقت، وأن الحوثيين ليس له أي حصانة إذا تجاوزوا حدهم المعين.
من جهته شكك الباحث والصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني، في جدوى الغارات "لدينا تقريبا ألف غارة أمريكية، وهناك سبعين إلى ثمانين غارة لها جدوى. وكثير من الغارات لم تؤثر على الجماعة".
وأكد أن الضربات بشكل عام ليس لها التأثير الكبير.. هذه العملية تفتقد إلى الغاية التي يمكن قياسها، والرؤية الاستراتيجية، كون الضربات من حيث الجغرافيا تتركز في مربعات متكررة تعرضت للقصف قبلها عدة مرات، موضحا أن الضربات التي تستهدف صعدة تقع في "أماكن رئيسية لكن الغارات إلى حد الآن لكنها لم تتطور إلى مستوى الملاحقة الدقيقة للقيادات الحوثية رغم كثافة الغارات، فالحوثي يراهن على الاختفاء... اختبا القيادة الرئيسية وعدم تمكين العدو من التعقب والقتل للقادة.
وأوضح الباحث الجبرني، أن "الحوثي يخشى الداخل أكثر من الخارج، لأن لديه دربة مع العمليات الخارجية بخلاف ما يثبته أي أثر ملموس على الأرض.. حرص الحوثي على مراكمة الفعل وليس الأثر تجاه الخارج، لكنها أقل فاعلية تجاه الداخل". وهو ما جسده خطاب مهدي المشاط في "محاولة تطمين الداخل، هو يريد أن يطمئن من التحرك الذي تخشاه الجماعة أي التحرك البري وليس من الخارج".
الدكتور مصطفى ناجي بدوره أوضح المواقف غير الرسمية من الحملة الامريكية في اليمن مبينا أنه "لا يوجد إجماع حول موقف واحد، وهي موقف مؤيد كلي، ومناهض كلي، وموقف رمادي بين بين". فالمؤيد هو باختصار أن الحوثي جلب التدخلات وضغط على هذه الجماعة، وكل ضربة لها تساعد في تخفيف هذه الوطأة، والمناهض: يعترض على أي ضربة خارجية لانتهاك السيادة، وجزء من هذا الموقف يرى الضربات مقدمة لتدخل بري واسع، اما الرمادي: فيرى أنها مؤقتة وكما قيل للتو خالية من رؤية استراتيجية شاملة، وأيضا لأسباب إنسانية".
وأشار الدكتور مصطفى إلى أن الموقف الرسمي "وهو الأقل وضوحا بالنسبة لي لم يعد من الوقت الراهن البناء على السيادة هناك تمييع لمفهوم السيادة ولا يمكن اتخاذ موقف من الضربات الأمريكية.. وإلى الآن الحكومة لم تصدر بيانا واضحا مما يدور، وهذا الصمت يعبر إما عن تنسيق على مستوى عالي، أو رضا بغير مباشر. وأن الضربات وسيلة ضغط على الجماعة الحوثية.
وقال إن التصعيد الحاصل في اليمن " لم يأت فجأة، بدأت تدخلات الحوثي بعد السابع من أكتوبر 2023، وبدأت العمليات الدولية لم تكن تستهدف حماية الناقلات الدولية التي تمر من البحر الأحمر، وتدريجيا بني إطار قانوني القرار 2768 وأي تحرك دولي يندرج في هذا الإطار بمعنى هناك بنية قانونية يسمح بمكافحة هذا الخطر، واليمن ملزم أن يندرج في هذا الإطار القانوني وتتعامل معه، والتعاون معه، وإلا ستكون متورطة".
مؤكدا أن كل عملية عسكرية تمر بمراحل، ويتوقع أن تشترك بريا من ناحية لقطف ثمار القصف الأمريكي الذي قد لا يقدر ثماره الآن، وأن تخفف عبء المعركة على أكثر من مستوى.
وتوقع ناجي، توسع الضربات لأنه لا يخص أمريكا لأن أمريكا أقل المتضررين، والمعنيون أكثر هم الأوروبيون، وأن "القوى الدولية قد تجلب قوى محلية للاشتراك معها على الأقل من جانب منظور أمريكي صرف".
وحول ردة فعل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تجاه الضربات الأمريكية فقد أكد الناشط والحقوقي رياض الدبعي، أن المجتمع الدولي كان في الماضي يضخ الكثير من الأموال داخل البلاد ليوجد صوتا ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية، و"منذ القصف الأمريكي لم يكن هناك أي تغطية حقوقية، وغابت المنظمات تماما".
وأكد الدبعي، انكشاف مسألة الحياد لدى المجتمع المدني خلال الفترة الأخيرة وانفضحت مسألة الحياد والمهنية، لم يعد هناك صوت حقوقي في الداخل.. رأينا الحوثي أغلقوا كل المنظمات في الداخل، وبالتالي كل من بقي في مناطق الحوثي ويزعم أنه مستقل غير صحيح، ومن يعمل من صنعاء لديه صفقة مع الحوثي، ولديه اتفاق ماذا ينشر".
وقال الدبعي، إن الضربات الأمريكية فضحت المجتمع المدني محليًا ودوليًا، والمنظمات، عكس ما كانت تعمله تجاه التحالف العربي... هناك أزمة حقيقية في الحياد والمهنية وفضحت المنظمات التي قدمت نفسها محايدين ومهنيين.
واستعرض الناشط موقف المفوضية السامية التي قال إنها كانت تقود مع الحكومة الهولندية للجان التحقيق ورأيناها اليوم عاجزة عن إخراج موظفين منذ سنة. وكيف تحول مكتبها في صنعاء إلى جمعية تدفع مرتبات بلا عمل. وأضاف "عندما قام الحوثي في 2024 بهدم منازل البيضاء لم تصدر أي بيان أو موقف وحاول موظفوها في الخارج الزعم بأنه ثأر قبلي".
بدوره قال الصحفي أحمد الزرقة إن هناك إشكاليات كبرى، "فمهما فعلت الضربات الأمريكية مهما كانت شرسة ومركزة لا يمكن تحقيقها في ظل انقسام الشرعية وعدم وجود رؤية موحدة... نغفل أن الحوثي يحتجز قرابة نصف سكان اليمن كرهائن، والمزاج الشعبي لم يعد كما كان قبل سنوات، ولكن من يقرأ هذه المعطيات والتحركات عليها، وظهر الحوثي المشاط اليوم وهم يقولون خطابا دعائيا بتجاوزهم ما لم تتجاوزه الصين وروسيا".
وأكد الزرقة أن "الفارق بين الغارات السعودية والأمريكية صمت المنظمات الإنسانية والدولية والانتقادات والدقة والحدة".
وخلال المساحة تحدث الدكتور معن دماج، وقال إن الحوثي أصبح مشكلة دولية وهذا يعد "نقطة مهمة، فضلا عن العقوبات المفروضة عليهم. الآن مع هذا القصف رغم نقص البيانات يعطي فرصة كبيرة أن يبادروا ويحركوا الأوضاع خاصة أن رأس المال اليمني صار ضد الحوثي. لكن العالم لا يمكن أن يتفاهم مع حكومة لا تتفاهم فيما بينها البين"، مؤكدًا أن تأخر نتائج الضربات الأمريكية قد يفيد بالضغط على الحكومة للتفاهم فيما بينها.
وعبر "دماج" عن استغرابه "لدينا ستة أشهر لم تلتق فيها الحكومة. بلغ فيها سوء الأداء وعدم المسؤولية السياسية والأخلاقية وهي لا تستطع أن تجتمع حتى".