> «الأيام» وكالات:

انتهت الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في مسقط دون تحقيق اختراق ملموس، رغم أجواء الحذر والتفاؤل الحذر التي سادت اللقاءات. فقد وصف مسؤول أميركي المحادثات بأنها "مشجعة"، بينما وصفتها إيران بأنها "صعبة ومفيدة"، ما يعكس وجود رغبة مشتركة في تجنب التصعيد والبحث عن تهدئة مؤقتة.

ترافقت الجولة مع تهدئة مؤقتة في البحر الأحمر بوساطة عمانية، أسفرت عن وقف القصف الأميركي على الحوثيين مقابل إنهاء الهجمات الحوثية على السفن التجارية. وتأتي هذه المحادثات بعد رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية دعا فيها إلى التفاوض، ملوحاً في الوقت ذاته بالخيار العسكري في حال فشل الحوار، وذلك قبيل زيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 مايو.

قاد المحادثات عن الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما مثّل الجانب الأميركي المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وعلى الرغم من إعلان الطرفين عن إحراز بعض التقدم، برز خلاف جوهري بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم. فقد شدد عراقجي قبل توجهه إلى مسقط على أن قدرة التخصيب "إنجاز غير قابل للتفاوض"، مشيراً إلى أن الوفد الإيراني يأمل في تحقيق نقطة حاسمة خلال الجولة.

من جانبه، شدد ويتكوف على موقف واشنطن الحازم، معلناً أن "التخصيب خط أحمر"، ومطالبًا بتفكيك منشآت التخصيب الإيرانية الثلاث: نطنز، فوردو، وأصفهان. وتواصل الولايات المتحدة اتهام إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد سلمية برنامجها النووي وحقها في استخدام التكنولوجيا النووية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن هدف بلاده هو رفع العقوبات مع الحفاظ على حقوقها النووية السلمية، مشدداً على أن الوفد الإيراني سيبذل كل ما بوسعه لحماية مصالح بلاده.

ورأى يوسف البلوشي، رئيس مركز أبحاث مجلس مسقط للسياسات، أن المحادثات لم تُفضِ إلى اختراق بعد، مرجحاً أن يحتاج ذلك إلى وقت أطول، رغم تفاؤله بإمكانية التقدم مستقبلًا.

وتأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تكبّد حلفاء إيران، مثل حماس وحزب الله، خسائر كبيرة في مواجهات مع إسرائيل، بينما تواصل تل أبيب تصعيد تهديداتها لطهران، معارضة أي اتفاق قد يُعيد إحياء برنامجها النووي أو الصاروخي.