> الرياض «الأيام» خاص:

​بن سلمان: حريصون على استمرار التعاون مع أميركا لأجل استقرار المنطقة
> مع انطلاق القمة الخليجية الأمربكية في الرياض التي تجمع قادة الخليج مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، أمس، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إننا حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أميركا من أجل استقرار المنطقة.

وفي افتتاح القمة، أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي شراكة استراتيجية، مضيفًا "دول مجلس التعاون تؤكد على الشراكة الاقتصادية مع أميركا".

كما قال "نشيد بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا".وفي ملف غزة قال ولي العهد السعودي "يجب إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية"، مضيفاً "نسعى بالتعاون مع أميركا لوقف التصعيد في قطاع غزة".

وفي الشأن السوداني قال ولي العهد السعودي "سنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان، والتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار".
أما في الشأن اليمني فقال: "نشجع على الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن".

دعا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتجاوز التحديات المعقدة التي لا تزال تعيق الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تُنهي الصراع الدائر في اليمن منذ سنوات.

وفي كلمة ألقاها خلال القمة الخليجية – الأمريكية، أكد بن سلمان أن المملكة العربية السعودية ما تزال متمسكة بموقفها الثابت والداعم للحل السياسي الشامل، باعتباره السبيل الأنسب لإنهاء الأزمة اليمنية وتحقيق السلام المستدام في البلاد التي أنهكتها الحرب والصراعات والانقسامات.

وشدد ولي العهد على أهمية تعزيز الحوار اليمني – اليمني، وتهيئة الظروف المناسبة لعملية سياسية حقيقية تشمل مختلف المكونات والأطراف اليمنية، برعاية الأمم المتحدة، بما يضمن الوصول إلى تسوية عادلة تلبي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والتنمية.

وأشار إلى أن الجهود يجب أن تنصب على الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام، مؤكداً أن دعم المجتمع الدولي والإقليمي ضروري لخلق بيئة سياسية آمنة تساعد على بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة وتُمهّد الطريق لإنهاء الحرب.

ولفت بن سلمان إلى أن المملكة مستمرة في التزامها الإنساني والسياسي تجاه اليمن، وستواصل دعمها لكافة المبادرات والمساعي الأممية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام، ورفع معاناة اليمنيين، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مشددًا على أن أمن اليمن واستقراره يُعدّان جزءًا لا يتجزأ من أمن المملكة والمنطقة ككل.

ويأتي هذا الموقف في ظل تعثر المسار السياسي في اليمن رغم المحاولات الدولية المتكررة لإحياء مفاوضات السلام بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين، إضافة إلى اتساع التحديات الاقتصادية والإنسانية التي فاقمت من معاناة ملايين اليمنيين.

وفي تناقض لافت، لم يتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته في القمة الخليجية – الأمريكية إلى جهود تحقيق السلام في اليمن، ولا إلى موقع هذا البلد الذي مزقته الحرب في مستقبل المنطقة، متجاهلا معاناة الملايين من اليمنيين ومسار التسوية السياسية المتعثر.

وفي المقابل، خصّ ترامب جماعة الحوثيين بإشادة مفاجئة، متحدثا عن "قدراتهم وإمكاناتهم"، وذلك رغم أن القوات الأمريكية نفذت خلال الأشهر الماضية أكثر من 1100 غارة جوية استهدفت مواقع تابعة للجماعة، في إطار الرد على هجماتهم المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ويأتي هذا الموقف الأمريكي الملتبس في وقت يترقب فيه اليمنيون أي انفراجة سياسية تعيد الأمل بإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات، حيث كان ينتظر من القمة الخليجية – الأمريكية أن تدفع باتجاه حل سياسي شامل، إلا أن تجاهل الملف اليمني في خطاب ترامب أثار تساؤلات حول جدية واشنطن في دعم مسار السلام، خاصة مع بروز التناقض بين التصعيد العسكري الأمريكي في اليمن من جهة، والإشادة بالحوثيين من جهة أخرى.

ويشير مراقبون إلى أن إيقاف الحوثيين لهجماتهم على السفن في البحر الأحمر، جاء نتيجة الضربات المكثفة التي قادتها واشنطن بالتعاون مع شركائها، ما يضع علامات استفهام حول أسباب الثناء الأمريكي المفاجئ عليهم، في ظل غياب أي مؤشرات جدية من جانب الجماعة على الانخراط في مفاوضات سلام شاملة أو إطلاق سراح المحتجزين أو وقف الانتهاكات داخل اليمن.

وأفادت وكالة رويترز عن أربعة مسؤولين أمريكيين، قولهم إنه قبل أيام من وقف الحملة العسكرية على الحوثي، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن المليشيا تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي الذي استمر لسبعة أسابيع.

وأكد اثنان من المسؤولين أن قادة مليشيا الحوثي بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو.

وقال أحد المصادر: "بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك".

وذكر مصدران، بحسب رويترز، أن إيران لعبت دورًا مهمًا في تشجيع أدواتها في اليمن على هذه الخطوة، وذلك في الوقت الذي تمضي طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأمريكية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة.

الوكالة أشارت الى أن محمد عبدالسلام رئيس وفد التفاوض الحوثي كان على تواصل مباشر مع عبدالملك الحوثي للموافقة على الشروط الأمريكية والاستسلام أمام الحملة العسكرية كما وصف دونالد ترامب.
وفي ختام القمة الخليجية الأميركية، غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض متوجها إلى قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الرسمية الأولى وبعدها إلى الإمارات.

وبحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.

واستعرض الجانبان، خلال لقائهما على هامش أعمال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض، الأربعاء، العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص تعزيزها وتطويرها.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماعه مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في الرياض الأربعاء (واس)
كما التقى الأمير محمد بن سلمان بالشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، واستعرض معه العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك، كما بحثا عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام.
ومن الجانب القطري في اللقاء الأول، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.