مع انطلاق صافرة 26 مارس 2015م (عاصفة التحالف العربي) تفاءل غالبية الشعب الجنوبي، لكن هناك قلة كانت أقرب للتشاؤم.
قبل ليلة العاصفة وبعدها بأشهر كان الريال اليمني يساوي 215 للدولار، والمتفائلون اعتقدوا أن الريال ستتحسن قيمته وأن التحالف سيصنع من الجنوب جنة عدن خاصة أنه الأرض الوحيدة المحررة كاملة.
رويدا رويدا مرت سنوات عجاف على رموز ومتاجرين وهم قلة كانت ومازالت السنون تمطر عليهم المن والسلوى من الأخضر وغيره.
اليوم مع التدهور للعملة اليمنية في الجنوب خاصة حيث أصبح الغالبية في تعاسة لا مثيل لها ولن نتكلم عن أصحاب الدرجات الدنيا في الرواتب لأنهم فعلا لا يستلمون شيئا البتة.
سنلفت النظر إلى المعنيين بأفضل طبقة وهم أساتذة الجامعات الذين كانت رواتبهم تساوي 1000 دولار قبل العاصفة وبعدها بأشهر، فها هم اليوم في هذا الشهر نوفمبر 2024م أصبحت قيمة راتب الأستاذ الجامعي تعادل 122 دولار فقط، أما الطبقة المسحوقة التي كان راتبها قبل العاصفة يعادل 150 دولار، فهي اليوم تستلم صفر ويعتبر ذهابها لاستلام ثلاثين ألف ريال من الصرافة كل شهر عبئا عليهم من وقتهم ومن صحتهم.
السؤال هو من تلاعب بالعملة؟ ومن دهور قيمتها غير قرار التعويم الذي يعتبر جريمة حرب؟ ومن يضارب بالعملة ويتاجر بها ؟ ومن يهدر الأموال على أعداد ضخمة تتلهى في عواصم الدول الخارجية ولا تقدم للوطن أي خدمة؟
لماذا الحكومات ضعيفة بهذا الشكل المعيب والمريب؟ ولماذا التحالف بالذات يتخلى عن واجبه الأخلاقي والقانوني الذي يقع عليه بحكم أنه صاحب قرار العاصفة؟ ولماذا تتم معاقبة المناطق المحررة بهذا الشكل؟
للأسف لا أحد يقرأ ولا أحد يسمع الأنين الصامت للشعب الجائع والمطحون بسبب التدخل للتحالف العربي الذي لم يقدر الأمور قدرها ولم يحسن صنعًا.
لا نقول إننا ضد التدخل العربي، لكن نقول إن إدارته للحرب والتنمية غير ناجحة وتلقي الكثير من ظلال الشك حول المسألة برمتها.
في الأخير صمت الحكومة دليل عجز وإن انكروا ذلك.. نكلم من؟ ومن سيسمع منا؟
سنقول ما نراه مصيبا وإن ضاع في متاهة السياسة والتياسة والخساسة.